الشيخ الشهيد عمر المختار،،،لم يمت بعد،،،
- طفل يتيم :
ينتسب عمر المختار إلى قبيلة المنفه إحدى كبريات قبائل المرابطين ببرقة, ولد عام 1862م في قرية جنزور بمنطقة دفنة في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية..
تربى يتيما ..حيث وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصحبة زوجته عائشة.
في 11 سبتمبر من العام 1931م. بينما كان الأسد الشيخ عمر المختار سلنطة في كوكبة من فرسانه،عرفت الحاميات الايطالية بمكانه فأرسلت قوات لحصاره ولحقها تعزيزات واشتبك الفريقان في وادي بوطاقة ورجحت الكفة للعدو فأمر عمر المختار بفك الطوق والتفرق،ولكن قتلت فرسه تحته وسقطت على يده مما شل حركتها نهائياً فلم يتمكن من تخليص نفسه،ولم يستطع تناول بندقيته ليدافع عن نفسه فسرعان ما حاصره العدو من كل الجهات وتعرفوا على شخصيته فنقل عل الفور إلى مرسى سوسة ومن ثم وضع على طراد نقله رأساً إلى بنغازي حيث أودع السجن الكبير بمنطقة سيدي أخربيبيش،ولم يستطع الطليان نقل الشيخ براً لخوفهم من تعرض المجاهدين لهم في محاولة لتخليص قائدهم.
فكان شيخنا أسداً حافظاً للقران الكريم عن ظهر غيب كاملاً
وكان غراتسياني في روما حينها،،،كئيباً حزيناً منهار الأعصاب،حيث بدأت الأقلام اللاذعة في ايطاليا تنال منه،،،وإذا بالقدر يلعب دوره ويتلقى برقية مستعجلة من بنغازي مفادها إن عدوه اللدود(عمر المختار)
وراء القضبان،،،فأصيب وقتها غراتسياني بحالة هستيرية كاد لا يصدق الخبر،فتارة يجلس على مقعده،وتارة يقوم،وأخرى يخرج متمشياً على قدميه محدثاً نفسه بصوت عال،،،ويشير بيده ويقول صحيح قبضوا على عمر المختار ويرد على نفسه لا،لا أعتقد ولم يسترح حتى استقل طائرته الخاصة إلى بنغازي في نفس اليوم وطلب إحضار عمر المختار إلى مكتبه لكي يراه بأم عينيه.
فحضر الأسد ويداه مكبلتان بالسلاسل رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة.
وكان وجهه مضغوطاً لأنه كان مغطياً رأسه بالجرد ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر
كان يقف هناك أسداً ورجلاً ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر.
فلما سأل الشيخ عمر المختار لماذا حاربت بشدة متواصلة
أجاب الشيخ:من أجل ديني ووطني
وسأل الشيخ،ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه
فأجاب الشيخ:لا شيء إلا طردكم، لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله.
فسأل:لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك أن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم.
فأجاب الشيخ:لا يمكنني أن أعمل أي شيء وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الآخر ولا نسلم ولا نلقي السلاح وعندما وقف ليتهيأ للانصراف كان جبينه وضاء وكأن هالة من نور تحيط به فارتعش قلب غراتسياني من جلالة الموقف.
عمر المختار لم يمت،،،فهو موجود بكل مواطن عربي شريف فالشعب الليبي الطيب لا يستحق كل هذا العذاب وكل هذا الهوان فلا بد لهذا القيد أن ينكسر بعد حكم دام اثني وأربعون عاماً وكان سيمتد لسنوات طوال إذا ما استلم ابنه الذي أطلق عليه سيف الإسلام فأين سيف الإسلام من هذا الذبح وهذا القصف فقد هدد نجل القذافي استخدام العنف ولوّح بالقتل واستخدام الطائرات وقال بعظمة لسانه بأن ليبيا ليس كتونس ولا مصر فماذا كان يعني يا هل ترى،،، هل الشعب الليبي لا يستطيع أن ينتفض ضد الغطرسة والحكم الجائر أما آن الأوان لهذا الحكم ولهذه القرفصة على رقاب الشعب الليبي الحبيب الطيب أن تزول،،،
أخيراً من منا لا يعرف شيخ المجاهدين عمر المختار ومن منا لم يشاهد روعة الموقف قبل إعدامه
فقد سبق إعدام الشيخ عمر المختار أوامر شديدة الطبيعة بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أو يظهر البكاء عند إعدام عمر المختار فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضرباً مبرحاً بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها الطليان،فصرخت فاطمة داورها العبارية وندبت
فجيعة الوطن،،،عندما على الشيخ شامخاً مشنوقاً،،،ووصفوها الطليان،،بالمرأة التي كسرت حاجز الصوت.
وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سلم الشيخ إلى الجلاد،كان وجهه يتهلل استبشارا بالشهادة وكله ثبات وهدوء فوضع حبل المشنقة في عنقه وقيل عن بعض الناس الذين كانوا على مقربه منه أنه كان يأذن بصوت خافت آذان الصلاة والبعض قال أنه كان تتمتم بالآية الكريمة،يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية.ليجعلها مسك ختام حياته البطولية.
وبعد دقائق صعدت روحه الطاهرة النقية إلى ربها تشكو إليه عنت الظالمين وجور المستعمرين.
رحم الله الشيخ عمر المختار فاليوم استفاق الشعب الليبي ليرتشف من كأس الشيخ المجاهد عمر المختار كأس الحرية الذي طال انتظاره،،،ليبيا الدولة الرائعة بشعبها الطيب صاحبة المساحة الكبيرة وصاحبة أطول شاطئ على البحر الأبيض المتوسط بلد البترول والغاز بلد الأحرار بلد عمر المختار.
عندما شنق الأسد البطل الشيخ عمر المختار القوا يه التحية العسكرية احتراما وإجلالا لهذا المجاهد وهو عدو مستعمر فما بالنا نحن الآن ألا يستحق الشعب الليبي وقفة احترام لكل هذه الضحايا الذين سقطوا شهداء رحمهم الله جميعاً.
إذا الشعب يوماً أراد الحياة،،،فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي،،،ولا بد أن للقيد أن ينكسر
والله من وراء القصد.
هاشم برجاق
22-2-2011
الموقع الرسمي للكاتب
www.hashem.jordanforum.net