زاد الاردن الاخباري -
كشفت الفنانة المصرية بسمة أن ما رأته خلال ثورة يناير المصرية، وتحديدًا في ليلة 28 يناير/كانون الثاني الماضي، من أحداثٍ في ميدان التحرير؛ جعلها تقرر عدم التراجع عن التظاهر حتى يسقط نظام مبارك الذي أكدت أنها لن تسامحه؛ لأنه أخطأ في حقها بجعلها ترى شبابًا "زي الفل" يموت كل يوم. وقالت بسمة، في حوارٍ لصحيفة "الشروق" المصرية، الأربعاء 23 فبراير/شباط 2011: "كيف أسامحه وهو سبب تخلف مصر عن الدول الأخرى رغم أننا نستحق أن نكون في مكانة متقدمة بين أهم دول العالم؟!". وعن موقفها الشخصي من الرئيس مبارك وتنحيه والأنباء حول مرضه، قالت: "أنا شخصيًّا لم أعد أتعاطف مع الرئيس السابق، وأنه صار رجلاً مسنًّا، كما لا أتعاطف مع الأخبار التي تُشيع بأنه مريض ولا يُفيق من غيبوبة؛ وذلك للخلفية التي تركها في ذاكرتي من كذبٍ وقتلٍ للأبرياء وإهانةٍ وتشويهٍ لكثيرٍ من أهل بلدي". وأشارت إلى أنها ترفض ما تبقَّى من نظام مبارك، حتى وإن كان كفئًا؛ "لأني لا أثق بأي شيء جاء عن طريق الرئيس مبارك وحزبه الوطني". وأضافت أنها رأت، وهي عائدة إلى بيتها، شابًّا قُتل برصاصٍ أمام مقر وزارة الداخلية، يحمله المتظاهرون على أعناقهم. وقالت: "هذا المشهد أثر فيَّ لدرجة أنني قررت أن أنزل إلى ميدان التحرير كل يوم، وأواصل باليومين، مثلما حدث في اليوم التالي لخطاب الرئيس الثاني، وهجوم البلطجية على الميدان. ويمكن أن أقول إنني كنت أنتظر الموت في أية لحظة وبأية طريقة منذ ظهر هذا اليوم وحتى صباح اليوم التالي". وحول ما تعرضت له بسمة خلال فترة حكم مبارك، أوضحت أن "ما أثير من أخبار غير مبررة عن أن جدي الراحل يوسف درويش له أصول يهودية؛ جاءت بعد الإعلان عن أنني حضرت ضمن مجموعة الفنانين لنستمع للدكتور محمد البرادعي فور عودته إلى مصر، الذي دعا خلالها إلى التغيير". وأكدت بسمة أن التنحيَ أول خطوة في الثورة وفي طريق التغيير، لا نهايتها، وأن نظام مبارك لا يتمثل في شخصه، والفساد لا يتمثل في 3 رجال أعمال ووزراء. "أتوقع أن الفساد متوغل بطريقة لا نستطيع تخيلها". وأشارت بطلة "ليلة سقوط بغداد" إلى أنها كانت على علمٍ أن يوم 25 يناير سيكون موعدًا لتظاهرات الغضب، إلا أنها لم تصدق، وتصورت أنها ستكون مثل كل التظاهرات التي لا يكون لها هدف واضح. وأضافت: "قررت أن أسافر خارج مصر في إجازة انتهت الجمعة 28 يناير (كانون الثاني)". وذكرت بسمة أنها كانت محبطة جدًّا ويائسة من أن هناك أملاً في التغيير يمكن تحقيقه. وقالت: "عندما أتتني مكالمات من أصدقائي تخبرني أنهم نزلوا إلى التظاهرات، أصابتني حالة بكاء هستيري، ولمت نفسي؛ لأني لم أصدق أن الشعب المصري لا يزال يملك إرادة ويستطيع أن يغيِّر حاله، وقررت العودة إلى مصر فورًا لأكون جزءًا من هذا الحدث العظيم". وعبَّرت بسمة عن أن المشكلة مع بعض الفنانين قد تولدت عندما رمَوا المتظاهرين بأبشع التهم، وتحدثوا بـ"قلة أدب" عن مواطنين شرفاء، مدَّعين أنهم شاهدوا علاقات جنس كاملة، وتعاطيَ مخدرات في أرض الميدان. وقالت: "أنا ضد هؤلاء الزملاء، ويؤسفني أنهم يمتهنون نفس المهنة التي أنتمي إليها". وأضافت: "وبالمناسبة، أنا أيضًا لن أغفر للتليفزيون الحكومي الكذب ولا التضليل اللذين أصر عليهما طوال أيام الثورة، حتى مع تغيير موقفه 180 درجة الآن لصالح الثورة".