أول سيجارة دخنتها كانت من نوع \" توب تونتي \" وانا ما زلت اذكر تلك
الصفعة التي هوت على خدي من والدي على اثر تدخيني لتلك السيجارة ، عمري
آنذاك كان لا يتعدى العشر سنوات ، والسيجارة كانت في الرمق الأخير بعد ان
تركها خالي في \" الطفاية \" وغافلته عنها .
بعد ان كبرت كان رفاقي يدخنون في المدرسة وكانوا يعرضون علي بعض السجائر ،
الا اني وكلما حاولت ان ألبي رغبة النفس بتدخين واحدة تذكرت تلك الصفعة
التي ما زال طيفها اسيرا على خدي .
مع هذا ومع العمر الذي يمر ولضعف الارادة حينا ، وللرغبة بالتجربة حينا
آخر ، لازمت عادة التدخين بكل جدارة ، الا اني لا انكر أني مازلت ومع كل
سيجارة اذكر تلك الصفعة وكأنها هوت على خدي الان .
أمس ذهبت لأشتري باكيت دخان ، وكان هناك طفل لا يتجاوز عمره العشرة سنين ،
هو ايضا اشترى باكيت دخان \"وقداحة \" ، خرجت قافلا لمنزلي ، ولكني في
الطريق وعلى الزاوية المخفية ، كان ذلك الطفل يجلس على الرصيف ويفتح
بباكيت الدخان ويشعل منه واحدة .
بصراحة أول أمر تذكرته صفعة والدي التي كانت بسبب سحبة واحدة من سيجارة في
آخر عمرها ، وقلت في نفسي ، ترى لو انني وقتها كنت احمل باكيتا او بضع
سجائر هل كان والدي سيكتفي بصفعة واحدة ؟؟؟ الحقيقة لا أظن ذلك .
ليس هذا الطفل وحده من يدخن ويشتري باكيتات وليست سجائر فرط ، أمثاله
باتوا كثر ، فرقابة الأهل والاسرة باتت ضعيفة اليوم ، والخوف ما عاد
موجودا في النفوس ، والصفعات ربما انتهى زمنها . من سيصفعهم يا ترى ؟؟؟
أهلهم ؟؟؟
ربما اهلهم من يجب ان يصفعوا .
أبي .. شكرا لك على تلك الصفعة ... فانا رغم تدخيني اليوم ... الا اني ما زلت اذكرها .... حقا أذكرها بفخر وحب ...
المحامي خلدون محمد الرواشدة
khaldon00f@yahoo.com