زاد الاردن الاخباري -
رأى محلل الشؤون العربية بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية تسفي بارئيل أن أحد الأسباب القوية التي أدت إلى اندلاع ثورة الشعب المصري هو تردي الوضع الاقتصادي للمواطن وسيادة البيروقراطية، مستشهدا بفيلم "الإرهاب والكباب" الذي جسده الفنان عادل إمام. وذكر أن أحد المشاهد القوية في فيلم "الإرهاب والكباب" يصف طابورا طويلا من المواطنين الواحد يلتصق بظهر الآخر لكي يقابلوا الموظف المسؤول في مجمع التحرير، مشيرا إلى أن بطل الفيلم كان يسعى إلى نقل ابنه من مدرسة إلى أخرى، فيعلق في هذا الطابور الباعث على اليأس، الأمر الذي يدفعه لأن يصبح إرهابيا. وأضاف -في مقال له بعنوان "الجانب الاقتصادي للثورة"-: هذا أمر طبيعي لأي مواطن يريد ترتيب شأن ما في وزارة حكومية أو بنك أو أية مؤسسة مصرية أخرى، موضحا أن البيروقراطية المتوحشة في مصر تعتبر من أكثر الأسباب التي أدت لقيام الثورة؛ حيث إنها تمثل سيادة النظام أيضا. وذكرت صحيفة الوفد المصرية أن الكاتب أشار إلى أن هناك جيلا كاملا من المتعلمين ينتظر عملا حسب مؤهلاته، ولكن في النهاية يقبل أي عمل يقع في يده بالمصادفة، دون حقوق اجتماعية ودون أفق اقتصادي يسمح له بإقامة أسرة. وأكد أن هناك فروقا كبيرة بين الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة في مصر، قائلا: "من يمر في أحياء المهندسين، المعادي، الزمالك، جاردن سيتي لا يجد أي منظر قاتم، فهناك منازل فاخرة، سيارات مرسيدس، محلات تعرض أفضل العلامات التجارية الغربية ومطاعم فاخرة ونوادٍ ترسم الحدود بين الطبقة الغنية الرقيقة وبين الأغلبية الفقيرة التي تمثل 20 في المئة من سكان مصر الذين يعيشون على أقل من 2 دولار في اليوم. وأشار إلى الفارق الهائل وأنه قد أدى إلى طرد رجال الأعمال أصحاب المليارات ممن كانوا في الحكومة التي أقالها مبارك، لكن ثقافة الثراء الذي يثقب العيون -إلى جانب الفساد- ما زالت مستمرة.