في كل مرة يطل علينا الزعيم العقيد العتيد العنيد المريض \"نفسياً\" القذافي يثبت لنا بأنه ملك الملوك المجرمين أمثاله، وأكبر سفاحين عصره ..
لم أستغرب تصرفات هذا الرجل، وكنت أتوقع بدء الإضطرابات في بلاده بعد نهايتها في مصر مباشرة، وهو ماحدث بالفعل، ذلك التوقع جاء من خلال أن الشعب الليبي لن يرتضي لنفسه أن تتحرر الشعوب المتداخلة معه في النسب والصهر في الشرق والغرب من حكم الظلم والإستبداد، ويبقى هو قابعاً تحت رحمة مجنون العظمة والسلطة.
ولكنني في نفس الوقت كنت متأكداً بأن القذافي ليس كمبارك وبن علي، فهذا الرجل كان ومازال ليس لديه أية مشكلة في إبادة الستة ملايين ليبي عن بكرة أبيهم إذا ما عارضوا فكره، ثم يأتي بغيرهم من الأمم الأخرى من الملايين الذين تغنى بهم في خطابه، فهو لا يملك الإحتياطي من النفط فقط، بل ومن الشعب أيضاً.
أضحكني كثيراً منظر الرجل وهو يخرج تحت الشمسية ليقول في ثوان بأنه صامد قوي، ثم أضحكني أكثر في خطابه الثاني الذي يبدو بأنه خرج فيه لتعويض قصر مدة خطابه الأول ليجلد الشعب الليبي بخطاب زاد عن الساعة، وإمتلأ بأقبح الأوصاف للشعب الليبي مثل الجرائيم والجرذان والمهلوسين وغيرها !!!
خطابه الذي ردد فيه غير مرة بأن وراءه الملايين، وقد حاولت أن أبحث عن هؤلاء الملايين بعد خطابه لأجد العشرات فقط، وإستغربت لماذا لم يحضر الملايين لسماع خطاب زعيمهم المحبوب ...!!
أضحكني جداً عندما قال بأن من سيسلم نفسه من المحتجين سيقوم بمعالجته !!! معالجته من الحبوب والهلوسة، فالشعب الليبي في نظره مدمن على المخدرات والهلوسة، وهو العاقل الوحيد بينهم.
لا أدري كيف تصبر يا سيادة الزعيم على حكم شعب مهلوس مدمن أكثر من أربعين سنة، أعانك الله بالفعل فقد أشعرتنا بحجم معاناتك مع هذا الشعب يا فريد عصرك وزمانك.
الشعب الليبي الذي لا يتعدى حسب آخر تعداد الستة ملايين ونصف نسمة فقط، يعيشون في مساحة تزيد عن المليون وسبعمائة وخمسين ألف كيلومتر مربع، أي أن تعداد سكان ليبيا يقارب تعداد سكان الأردن، ولكنهم يعيشون في مساحة تزيد أكثر من سبعة عشر ضعفاً عن مساحة الأردن، أضف لذلك ثروات النفط التي تجعل ليبيا ثالث أكبر مصدر نفط في إفريقيا، هذا كله يؤكد بأن الشعب الليبي يفترض بأن يكون من أكثر شعوب العالم رفاهية وثراء ومعدل لدخل الفرد، ولكن لمن يريد معرفة سبب عدم تحقق ذلك عليه أن يتعرف إلى الزعيم، ليعرف بأنه يحتفظ بجميع ثروات الشعب الليبي لديه حتى ينتهي من معالجتهم من الإدمان والهلوسة..!!
بكل الأحوال يبدو بأن الأزمة الليبية لن تنتهي إلا بإنتهاء هذا المجرم الذي يريد أن يكون متميزاً فريداً في كل شئ ولآخر لحظات حياته، وحتى في إجرامه وحقارة أفعاله، وقد تمنيت بالفعل بأن يحمل منصباً ليرمي إستقالته في وجه الشعب الليبي كما قال ليخلصهم ويخلصنا من وجهه.
نتوقع لمجنون العظمة القذافي نهاية مماثلة لمجانين العظمة من قبله، من أمثال نيرون وهتلر وغيرهما، ممن دمروا بلادهم وشعوبهم، ثم لم يجدوا مفراً من قتل أنفسهم قبل أن تكون نهايتهم على يد شعوبهم وأقرب المقربين لهم.
ولمن يستغرب إجرام القذافي ونظامه نذكرهم فقط بأزمة الإتحاد الطلابي في ليبيا التي إندلعت بعد مرور أقل من عشر سنوات فقط على بداية حكمه، لنرى كيف أن التاريخ يعيد نفسه، ولنتأكد من إجرام هذا الرجل ونظامه بالفطرة...
فعندما إنتخب طلاب جامعة بنغازي في 21 كانون الأول/ديسمبر 1975م رابطة جامعة بنغازي، وكانت ضد رغبة القذافي الذي رفض المؤسسات الطلابية المستقلة بسبب صعوبة السيطرة عليها وإحتوائها، وأعلن الطلبة المنتخبون تكوين رابطة جامعة بنغازي المستقلة بالكامل عن إتحاد الطلبة الحكومي، قام نظام القذافي عندها بإعتقال أمين إعلام الرابطة، وعدد من القيادات الطلابية، وتعرض الطلبة المعتقلون للتعذيب من قبل قوى الثورة المسلحين، ليعلن بعدها أمين التنظيم في الإتحاد الإشتراكي العربي الليبي حل الإتحاد العام لطلبة ليبيا، ورابطة جامعة بنغازي بناء على أوامر القذافي ...!!!
بعد ذلك نظم طلبة الجامعات مسيرات سلمية نددوا فيها بقرار الحكومة وطالبوا برفع الوصاية على الإتحاد العام لطلبة ليبيا، فجاء رد القذافي ونظامه بإعتداء أكثر من سبعين مسلحاً مدججين بأنواع الأسلحة من قوى الثورة على الطلبة في الحرم الجامعي في جامعة بنغازي.
ثم تتسارع الأحداث وتتطور إلى مواجهات بين قوى القذافي من جهة والشباب المدافعين عن حقوقهم من جهة أخرى، حتى حاصرت قوات الحرس الجمهوري الطلبة المتظاهرين من كل جانب وأطلقوا النار عليهم مما أدى إلى سقوط إثنين من الطبة صرعى على الأقل، وقامت الحكومة في نفس اليوم بإخراج مسيرات تأييد من قوى الثورة، ثم قامت المباحث العامة بإعتقال قيادات الحركة الطلابية، وأعدمت اثنين من قيادات الطلبة شنقاً.
ثم تطور الأمر إلى مواجهات بين قوات الحرس الجمهوري والشباب الليبي في مدينة بنغازي بالحجارة وقنابل المولوتوف، سيطر بعدها الطلاب على وسط مدينة بنغازي تماماً، وإنضم إليهم بعض المواطنين ثم قاموا بتفجير عبوات ناسفة في مبنى الإتحاد الإشتراكي العربي الليبي، فأطلقت قوات الحرس الجمهوري النار على المتظاهرين مما أدى إلى سقوط العديد من الجرحى وقامت قوات الحرس الجمهوري بإعتقال المئات.
وعندما تبين أن المئات من الموظفين والتجار والعمال والمدرسين والحرفيين إنضموا إلى صفوف الطلاب، أصدر القذافي أوامره بضرورة السيطرة الكاملة على الموقف، والقضاء على الإنتفاضة بأي ثمن ولو أدى ذلك إلى إحتلال مدينة بنغازي بالأسلحة الثقيلة....!!!
وقد إتهم القذافي الطلاب بعدها بالعمالة للمخابرات الأجنبية \"كالعادة\"، معلناً بأنه لن يسمح بتكوين إتحاد طلابي يتدخل في الشؤون السياسية للبلاد، وأنه لن يتردد في أن يصفي الحركة الطلابية بقوة الحديد والنار، وهنا نتأكد بأن هذا نهج الرجل منذ البداية ...
فهل عرفتم الآن تاريخ مدينة بنغازي مع من يقول بأنه بناها طوبة طوبة، ونسي أن يذكر مذابحه في أهلها، ولماذا كانت أول من إنتفض في وجهه ....
وكيف نستغرب هذه الأفعال ممن ولد في قرية إسمها \"جهنم\" في وادي جارف بمنطقة سرت، فهو بالتأكيد لن يقبل إلا أن يموت في مسقط رأسه...!!
لكم الله يا أهل ليبيا الأحرار.... فوالله نشفق عليكم من هكذا شخصية فذة فريدة في أساليب الجنون والهلوسة !!
ثبتكم الله أمام هذا الطاغية ليعرف حينها من هو المدمن والمهلوس فعلاً، هو وطغمته أم الشعب الليبي المناضل المجاهد ...