التقيت الروائي المبدع مؤنس الرزاز رحمه الله عندما كان الرفيق امينا عاما
للحزب العربي الديمقراطي . والتقيته ايضا عندما كان مستشارا في وزارة
الثقافة بجبل اللويبده. وحديثي عنه بمثابة الوفاء له.
كان والده منيف الرزاز طبيبا وقياديا في حزب البعث منذ مطلع الخمسينات ،
حيث ولد مؤنس عام 1951 في السلط ونشأ في عمان ودرس في مدرسة المطران بعمان
. وبعد ذلك درس الفلسفة بجامعة بيروت العربية واكمل دراسته في جامعة بغداد
الى ان التحق بجامعة جورج تاون ولكنه تركها عام 1978 ليلتحق بأسرته التي
انتقلت من عمان الى بغداد. وعمل هناك في صحيفة الثورة العراقية ، الى ان
سافر الى لبنان وبقي هناك ينشر بعض القصص في صحيفتي النهار والسفير ، ثم
غادر بيروت الى عمان ورزق بابنه الاول عام 1982. وفي عمان، عمل في مجلة
الافق ثم عمل في مكتبة الامانة ثم عمل ككاتب صحفي في صحيفة الدستور وصحيفة
الرأي ، وبعد ذلك عمل كمستشار في وزارة الثقافة الى ان استلم رئاسة تحرير
مجلة أفكار حتى رحيله.
كان مؤنس الرزاز من رواد الرواية الاردنية ، فقد ترك حوالي (12) عملا
روائيا بالاضافة الى مجموعتين قصصيتين وبعض الترجمات. وامتدت تجربته الى
الآفاق العربية متجاوزا المحلية أو القطرية ، نظرا لان عالمه الابداعي
واسع جغرافيا اذ شمل عمان وبغداد وبيروت ودمشق. وكانت لديه ملكات لغوية
ومفردات نادرة ووجدان اصيل متأثرا بانهيار الحلم القومي العربي بسلسلة
الهزائم العربية. فكانت الكتابة بالنسبة له الملاذ للتعبير عن مكنوناته
التي تبلورت في روايته الاولى \"أحياء في البحر الميت\" عام 1982. التي
ادار فيها حوارا بين الفكرين القومي والماركسي.
اما قائمة رواياته واعماله فهي كالتالي:
- متاهة الاعراب في ناطحات السراب 1986
- اعترافات كاتم الصوت 1986
- جمعه القفاري – يوميات نكره 1991
- الذاكرة المستباحة وقبعتان ورأس واحد 1991
- الشظايا والفسيفساء 1994
- مذكرات ديناصور 1994
- فاصلة في آخر السطر 1995
- عصابة الوردة الدامية 1997
- سلطان النوم وزرقاء اليمامة 1997
- حيث تستيقظ الاحلام 1997
- ليلة عسل 2001
كان مؤنس يشعر ان الاجل العمري قد اقترب ، فأخذ يمارس سلوك الانسان المودع
المسافر بلا حقائب سفر. ومن اقواله : \" قد تكون هذه الاوراق ، أوراق
المسودة الاخيرة لامتسع للتبييض من حيث الزمن والطاقة .. ها أنا اعيد لكم
حفنة الاوكسجين التي خطفتها خذوها، راكموا غنائمكم ، ها أنا أعتذر عن
الحيز الذي احتلته خطواتي منذ مشيت معتذرا عن خطواتي الرعناء المراهقة
الطفولية ، اعدكم ان اشارككم هذا العالم بعد اليوم \" . وغادرنا مؤنس
الرزاز الذي سيبقى في الذاكرة رغما عن النسيان.
الكاتب / بسـام العـوران
e-mail: bassam_oran @ hotmail.com