زاد الاردن الاخباري -
عادة ما يتهم الأشخاص الذين يتميزون بشخصية هادئة بأنهم متكبرين أو غير اجتماعيين ، وذلك كون طبيعتهم الساكنة تعكس انطباعا عند الاخرين خاصة من لا يعرفهم بأنهم متعجرفين ولا يشاركونهم في الكلام ولا يتفاعلون معهم . وقد تنتفي هذه الفكرة عنهم بمجرد أن يتحدثوا او يعبروا عن رأيهم في موضوع ما ، حيث تبدأ صورة شخصيتهم تظهر جليا عند من ظنوا بأنهم من ذوي الشخصيات المتكبرة.
طبيعة
ويعاني "معتز بدر" 34 عاما من مشكلة اجتماعية تتمثل في عدم تفهم الكثيرين له ولطبيعته الهادئة والتي يترجمها البعض على انها تعالْ وعجرفة.. ويذكر معتز انه وفي اول يوم له في العمل ، حيث يعمل في شركة تجارية ، واجه مشكلة كبيرة خاصة في الاسبوع الاول حيث كان معظم الموظفين لا يتقبلونه بينهم. وكانوا يصفونه بالخبيث والسبب هو انه صامت في معظم الوقت ولا يتفاعل معهم في الحديث .وذكر بان نسبة كبيرة من العاملين معه في نفس القسم كانوا يتجنبون الحديث امامه في الامور الخاصة وذلك لعدم شعورهم بالراحة لشخصيته ، وبعد ان انخرط في اجواء العمل تفاجأ بأن زملاءه يعتذرون له لأنهم كانوا يظنون بأنه من الشخصيات المتعجرفة كونه كان يفضل الصمت معظم الوقت.
ولا تجد "بسمة يوسف" 23 عاما طريقة يمكن من خلالها ان توضح بها للناس بأنها (هادئة بطبعها). موضحة بأن طبيعة الاشخاص الهادئين عادة ما لا يفضلون كثرة الكلام وان تكلموا تكون نبرة صوتهم منخفضة وهذا السلوك عادة ما يفسره البعض على انه تعالْ على المشاركة في النقاش أو انه شكل من اشكال الخبث.
ولم تتغير طبيعة بسمة منذ أن كانت طفلة وفي جميع مراحلها الدراسية وحتى في الجامعة. فمن كان يعرفها جيدا كان يضطر أن يشرح للاخرين ممن يتهمونها بالتكبر عن أن هذه طبيعتها وبأنها لا تتصنع في سلوكها الهادىء.
وتستغرب بسمة عدم تقبل البعض للشخصية الهادئة سواء كانت للرجل او للمرأة. فهي مثل اي شخصية اخرى قد تكون المرحة او المشاكسة أو الشخصية القيادية وجميعها شخصيات تميز صاحبها ولا يجوز ان نحكم على اي شخص قبل ان نتعامل معه ونتعرف عليه عن قرب.
الفتيات أكثر
وتتميز الشخصية الهادئة عند المرأة أكثر من الرجل وقد ينتقد البعض أن تكون شخصية الرجل على هذا الشكل وعلى الاغلب يتهمونه بالتكبر أو بالتعالي أو ان شخصيته انطوائية .إلا ان المرأة وعندما تكون شخصيتها هادئة تعكس جانبا انثويا قد يجده البعض بانه صفة ايجابية تميزها وقد يراه البعض الاخر بانه صفة غير مقبولة وقد يفسرها البعض على انها غير اجتماعية وهذا ما تعاني منه "ميسون محمود" 22 عاما والتي حاولت كثيرا ان تغير من شخصيتها الهادئة والتي يعتبرها الكثيرون بانها غرور وتعال والسبب هو ان جميع اخوتها شخصيتهم تختلف عنها تماما حيث يتميزون بالروح المرحة والشخصية الفعالة والنشطة والتي تلفت انتباه كل من حولهم ولهذا يرجع البعض الى ان اختلاف شخصيتي عنهم سببها الغرور او التعالي على الناس وعدم مشاركتهم في احاديثهم ونشاطاتهم الاجتماعية.
ونفس الحالة ايضا تعاني منها المهندسة "امال بركات" والتي لا تفضل كثرة الكلام وتتميز بالهدوء في شخصيتها وقد عانت كثيرا وما زالت تعاني من عدم تفهم البعض لشخصيتها والتي يعتبروها شخصية غير اجتماعية او انها تترفع من مشاركة الزملاء او الاقارب في احاديثهم والتفاعل معهم.
وذكرت بان من يعرفها جيدا يعرف بأن هذه هي شخصيتها التي كانت عليها منذ طفولتها .حيث كانت تفضل الاستماع أكثر من الكلام ويستغرب البعض من شخصيتها كونها نشأت في أسرة تضم أربعة شباب وهي البنت الوحيدة بينهم وكثيرا ما كان اقاربها ينتقدون هدوءها خاصة وان اخوانها كانوا طاقة من النشاط والشقاوة ومن المعروف بان الفتاة التي تتربي بين اخوة تصقل شخصيتها بالشكل "الذكوري".
ولا تعتبر "غادة رضوان" طالبة جامعية ان شخصيتها من الشخصيات الهادئة الا ان البعض يعتبرها هكذا والبعض الآخر يتهمها بالغرور والفوقية .
وأشارت غادة الى انها لا تفضل ان تشارك في الاحاديث في حال ان لم تكن مشاركتها ستضيف أمرا جديدا وفعالا في نفس الوقت ، ولهذا تفضل ان تستمع اكثر من ان تشارك برأيها ان لم يكن فعالا ومجديا.
سمة ايجابية
ولا يفضل "طارق سلامة" 33 عاما موظف ، التعامل مع الشخصيات الهادئة خاصة وانه يشعر بانها تحمل شيئا من الخبث أو الغرور ولهذا يشعر بأن الشخصية التي تتفاعل اجتماعيا اقرب الى شخصيته.
الدكتورة ريم سعادة (باحثة في علم الاجتماع ) ترى أن الهدوء سمة ايجابية وهي تقي المرء من الوقوع في الخطأ الذي عادة ما يكون الكلام سببه الرئيس . وتدعو الدكتورة سعادة الى أن يمسك الانسان كان رجلا أو أمرأة لسانه بغية عدم أو التقليل من الخطأ أو الإساءة للغير.