في الثلاثين من كانون الثاني سطع نور ملأ الأجواء وزين الفضاء، ذاك اليوم
كان يوم مولد صاحب الجلالة الملك عبدا لله الثاني حفظه الله ورعاه ، فنحن
نفخر بمولد سيدنا الذي تربى على يدين كريمتين على يدي المغفور له بإذن
الله تعالى الملك حسين رحمه الله؛ حيث ترعرعت ياسيدي في بيت يشار إليه
بالبنان ؛ حيث الدين والخلق كفتان في ميزان حكمة الملوك ؛ ولا ننسى أنك لم
تعامل يوما بأنك ابن ملك لا فحسب بل تربيت على أنك ابن الشرفاء الأوفياء
الماضون قدما نحو الحب والعطاء لثرى هذا الوطن العزيز فكنتم هدية الحسين
للشعب الأردني فما أن قدمك للشعب إلا ونذرك لأن تكون سيدا لهذه الأمة ؛
يليق بكم سيدي فأنتم منارة للعلم ، وأنتم مدرسة عسكرية لكل من يدخل في
سلكها لا تواريه العزائم فما أن اشتد عودكم إلا وقد رأيناكم تحلقون
بالأجواء ، وتلتحقون بأكبر الجامعات لنزداد فخرا بمليكنا فلكم من الشهادة
الطيبة الذكر في مدرسة (ساند إدمونت) بانجلترا ولكم من الفخار مجدا في
مدرسة (إيجلبروك) فلا ننسى عندما توليتم العرش كم من شاهد على نبل أخلاقكم
وإخلاصكم فسيرتكم منذ الطفولة سيرة عطرة طيبة .
والله كم من الفخار نفتخر بمليك عاش كغيره من أبناء الشعب وإن دل ذلك على
شيء فإنما يدل على أن الهاشميين من بني هاشم أحفاد رسولنا الكريم يعاملون
بسواسية فلا فضل ولا تفاضل بل بكل تواضع ينتقل مليكنا شابا إلى أمريكا
بأكاديمية (دير فيلد ) ليكمل دراسته الثانوية هذا وعين الله تحرسه .
لقد تدرب أبا الحسين في ميادين الجيش حيث انتقل إلى ساندهيرست العسكرية
الملكية في المملكة المتحدة حيث أمضى عاما واحدا مكثفا في التدريب ليصمم
على العودة إلى أردن النشامى ليكون رفيق سلاح لزملائه في الميدان؛ حيث قلد
رتبة (ملازم ثان) عام إحدى وثمانون ومن ثم عين قائد سرية استطلاع ليكون
مدرسة من العلم والذكاء المتوقد ليعلم من هم معه؛ولا ننس أنه قد جاب
البلاد ورأى كثيرا من العباد على الرغم في تلك الفترة من صغر سنه إلا أنه
خدم في قوات الهوسار (الخيالة ) الملكية البريطانية وخدم مع هذه القوات في
ألمانيا وانجلترا هذا ولم يكن للعلم حد عند أبا الحسين فقد التحق بأكسفورد
ليتمكن من دراسة شؤون الشرق الأوسط ومن ثم عاد ليلتحق برتبة( ملازم أول
)هذا وقد تأهل جلالته كمظلي ، وفي القفز الحر، وطيار مقاتل على طائرات
الكوبرا العمودية واستأنف جلالته مسيرته العسكرية بعدأن نهل من العلم ما
شاء له الله وميزه عن أقرانه فهكذا يكونوا الملوك ولكنهم ليسوا كأبي
الحسين !!!
هذا وقد لم تكن هناك دورة في أي مجال أتيح لسيدنا إلا وقد حضرها وتميز
فيها حيث حضر دورة الأركان في كلية الأركان الملكية البريطانية في(
كمبريي) بالمملكة المتحدة وخدم سيدنا كممثل لسلاح الدروع في مكتب المفتش
العام في القوات المسلحة البريطانية وتسلم قيادة اللواء المدرع برتبة عقيد
ومن ثم أصبح مساعدا لقائد القوات الخاصة الملكية ومن ثم قائدا لها برتبة(
عميد) ومن ثم رقي جلالته إلى رتبة لواء وقد تولى مهام نائب لجلالة الملك
الحسين رحمه الله لعدة مرات ؛ وقد صدرت الإرادة الملكية في عام تسع وتسعون
بأن يعين جلالته وليا للعهد وشاءت الأقدار بأن تولى جلالته العرش في نفس
العام حيث عاهد الله أن يسير على نهج أبيه ملتزما بمنهج والده الملك
الحسين طيب الله ثراه حيث بقي على العهد إلى يومنا هذا ونحن نجدد البيعة
دوما مرارا وتكرارا فعلى العهد باقون مع صاحب العهد والوعد الملك عبدا لله
الثاني أطال الله عمره وأبقاه سيفا على رقاب أعداء هذا الوطن ؛ ودرعا
حاميا وسدا منيعا ؛ لك الحب يكبر كل يوم ؛ لك القلب فداء ؛ والعمر ضياء ؛
فأنت من أنرت بعد أن استنرت، فأنت الظلال الوارفة؛ والضوء الساطع الذي نشق به غياهب الظلام
لك سيدي منا كل الإجلال والتقدير والعرفان ؛ فما أنتم عليه من الذكاء ليس
متواجد في بقية الملوك وهذا هو الوسام الأسمى الذي نضعه دوما على صدورنا
لنتباهى به بين الأمم ؛ فأنتم سطرتم للسلام معنى في المحافل المحلية
والدولية وأذكيتم للسلام نهجا ؛ فوالله ما خارت عزائمكم يوما وما توانيتم
منذ تسلمكم حتى يومنا هذا إلا أن كنتم على الدوام همكم الأول والأخير
المواطن الأردني فعطاياكم لا تعد ولا تحصى.
ففي هذا اليوم الأغر نعقد أشمغتنا ملوحين بها عاليا ، رافعين الهامات ،
محيين سيد البلاد تحية المحبة والوفاء فنحن معك ولك الجنود الأوفياء ؛
خادمين ظلال العرش الهاشمي وفدوى لعيونك سيدنا أبو حسين. فامضي ونحن معك
من أجل أن يبقى العرش الهاشمي مصانا ؛ وبيرقا عاليا من بين جميع بيارق
الأمم فأنت البيرق العالي الذي لا تطاله السحب نبقى نحبك مخلصين لك
وبالروح والدم والولد نفتديك ، وتبقى الأغلى والأعلى في نفوسنا ما دام
بالروح بقية فعيد مولدك هو عيد الوطن حماك الله وسدد على طريق الخير خطاك .
Hikmat_b@yahoo.com