زاد الاردن الاخباري -
رمضان الرواشدة : يقف الاردن اليوم قويا وآمنا رغم المحيط الاقليمي الملتهب الذي يعيش فيه سواء شرقا او غربا او شمالا وتعمل الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك على التخفيف من كل هذه التداعيات الخارجية وعدم تأثيرها المباشر على الاوضاع الداخلية في الاردن او على المسارات السياسية والدستورية الجارية في البلد .
فالعراق شرقا يبحث عن واحة من الأمان بعد اربعين عاما من الحرب الخارجية والداخلية وهو اليوم وبعد النجاح في تقليص قدرات داعش اصبح موقعا للحرب بين ايران وامريكا خاصة بعد مقتل قاسم سليماني وقيام طهران بالرد على مقتله بقصف صاروخي على قواعد امريكية في العراقي يوم امس .
وعلى الرغم من تصريحات وزير الخارجية الايراني ظريف بان الرد كاف ولا يوجد نية للتوسع بالحرب الا ان وجود المليشيات العراقية الموالية لايران وعلى رأسها الحشد الشعبي سيكون مقلقا لامريكا وحلفائها في العراق . كما ان تداعيات الصراع بين امريكا وايران ستستعر بصور اخرى مختلفة من بينها الضغط الايراني على حكومة العراق لانهاء الاتفاقية العسكرية والامنية مع الجيش الامريكي تمهيدا لاخراج كل القوات العسكرية الاجنبية من العراق وهو امر ترفضه امريكا ، ويحسب العراق له الف حسب نظرا لتاثيرها عليه مستقبلا.
اما الاوضاع في سوريا فما زالت مضطربة في الشمال اثر التدخل التركي في الحرب الى صفوف بعض المليشيات الموالية لها ضد القوات السورية وقوات سوريا الديمقراطية الكردية رغم ان الاوضاع في باقي سوريا مطمئنة وتم السيطرة على كل المناطق التي كان يحتلها الارهابيون من داعش وغيرها من التنظيمات العسكرية الارهابية. وقد فعل الاردن خيرا بدبلوماسيته الحكيمة عندما رفض اغراءات الاشقاء وضغوط الاصدقاء بالدخول في مجريات الحرب السورية وهو امر لو تورط الاردن به لكانت النتائج وخيمة علينا وهنا يسجل الجميع باعجاب واقتدار لهذه الحكمة التي جنبتنا مصاعب كثيرة.
في الجانب الجنوبي يقف الاردن داعما لأمن واستقرار دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي عانت من الضربات الارهابية ضد مواقعها بما فيها الهجوم الشهير على ارامكو... وعلى الرغم من كل العلاقة مع دول الخليج فان الاردن لم يتورط في الحرب على الحوثيين في اليمن رغم مواقفه السياسية والدبلوماسية المؤيدة للقيادة الشرعية اليمنية التي تدعمها دول الخليج .
وفي فلسطين غربا ما زال الاردن يقاتل من اجل حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وقد ناله جراء مواقفه الهجوم الكثير من قبل اليمين الاسرائيلي ودعاته والمؤيدين لرئيس الوزراء المتطرف نتنياهو.
على الرغم من كل ذلك فان الاردن يقف في حل وسط بين كل هذه التداعيات محافظا على علاقاته بالعراق وسوريا ودول الخليج وامريكا وغيرها ومؤكدا على موقفه بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى .. وهو موقف صعب لكن الاردن تعلم كيف يعيش في عالم مضطرب وهو مصدر قوته الكبيرة .