بقلم الدكتور ثابت المومني
لقد امتدت أصول عشائرنا الأردنية لتنغرس جذورها في تراب الوطن الطهور، ففي بداية القرن الماضي تشرّف الأردن بأسرة آل هاشم من خلال الثورة العربية الكبرى المباركة كموحدين لحكومات شرق الأردن آنذاك ، لتبايع العشائر الأردنية هذه الأسرة تباعا لأجل أن تكون راعية المسيرة وأمينة عليها ضمن وطن واحد موحد سمي بإمارة شرق الأردن وليتوّج باستقلال مؤزّر للملكة الأردنية الهاشمية عام 1946.
ومنذ تأسيس الإمارة، أثبتت العشائر الأردنية بأنها أصيلة في تشبثها بثرى الوطن، وفيّة في ولائها للأسرة الهاشمية وقياداتها، هذه العشائر التي وشّحت انتمائها بالدم دفاعا عن ثرى هذا الوطن.
لقد أعلنت العشائر الأردنية ولاءها لهذه الأسرة \"الهاشمية\" طوعا لا كرها ، ومن هنا فإن ما نراه من مسيرات لتجديد الولاء بعد سلسة \"بيانات 2011\" وغيرها من ظروف عربية وإقليمية وما تلاها من إرهاصات ، ما هي إلا عمليات مغلوطة تنتقص من بيعتنا لآل هاشم ، حيث أن إعلان الولاء أو تجديده يكون في حال استقوا أي جهة أو فئة بقوى خارجية أو تعرّض الوطن و مؤسسة العرش للتهديد ، ولكن ما نراه من مسيرات وبيانات لبعض العشائر عن تجديد ولائها للقائد والأسرة الهاشمية - خصوصا في هذا الوقت تحديدا - ليس بالأمر الصحيح كما اعتقد، حيث أن ولائنا لهذه الأسرة (ليس مجروحا كي نجدده) ( ولا مفقودا كي نعلنه)...وعليه فإن ولائنا لهذه الأسرة ولراعي نهضتنا الحديثة هو ولاء مطلق لا يقبل القسمة أو التأويل ، وإذا كان الأمر كذلك فاني استغرب كيف نجوب الشوارع صبح مساء نهتف إعلانا لما لا يحتاج إلى بيان أو إعلان.
إن ما يقوم به البعض من عمليات تظاهر سلمي هو أمر \"صحي\" شريطة عدم الإضرار بمقدرات الوطن وهيبته، ولكن إذا ما ثبت بأن هذه المظاهرات ستقودنا إلى إستقواء بالأجنبي أو العزف على أوتار الإقليمية والقومية والشعارات الدينية للوصول إلى مطالب معينة أو لتحقيق أجندة ذات أفكار ديماغوجية فإنني اجزم بأن هذه المطالب والتوجهات لن تكون موفقة وستكون مرفوضة رفضا مطلقا، فنحن أبناء العشائر شأننا كشأن كل شرفاء الوطن (قد أخذنا على عاتقنا العزم - منذ البيعة الأولى - على حماية العرش الهاشمي بكل مقوماته) وبكل ما أوتينا من قوة ، ومن هذا المنطلق فإننا سنقطع دابر كل من تسوّل له نفسه المساس بمؤسسة العرش والوطن في الوقت الذي لن نسمح فيه لأحد أن يزايد علينا ، فنحن حملة رسالة وأصحاب عقيدة ومبدأ ولسنا تجار جيوب ووطن ، فلا منّا فاسد ولا سارق ولا مرتد عن رسالة الثورة العربية الكبرى.
إننا وإذ نؤكد ثبات موقفنا كأبناء وبنات وشيوخ عشائر الوطن ، فإننا نعتقد بان هناك ما يجب أن يتم معالجته في شتى المجالات وعلى رأسها استئثار البعض بالسلطة وتوارثها إضافة لنهب وسرقة مقدّرات الوطن من قبل فئة فاسدة زرعت بذور الفسق والفساد تحت شعارات الديجيتالية والحرية والتحرر والتقدم والرخاء .
أن شعار التغيير \"يجب أن لا يبقى شعارا يردد\" بعد أن استشرى الفساد بين العباد واستقوى علينا أصحاب الجاه ومراكز القوة والقرار اللذين تسيدوا علينا ظلما وزورا وهم يحاولون ترغيبنا وترهيبنا \"بفكر قذافي\" تحت شعارات \"بأمر من فوق\" أو \"هكذا التوجهات \" \" هذه أوامر القيادة \" بعد أن كانوا قد نهبوا مقدرات الوطن وغسلوا أموالها بمشاريع ومسميات وهمية وغير وهمية خيرية وغير خيرية حتى طفح الكليل بهم لتصبح الكرة بين يدي جلالة الملك والذي \"قذفها \" فعلا في مرمى الحكومة والبرلمان لمحاربة الفساد وهذا ما نصبو إليه .
إن تمتين الحصانة لمؤسسة لعرش الهاشمي يعتبر واجب وطني يقع على عاتق الشعب والقائد ضمن مسئولية مشتركة ، يبدأها القائد \"ببيروستريكا\" تبدأ من رحم مؤسسة العرش ذاتها - إن لزم الأمر - وصولا لكل بؤرة محتملة من بؤر الفساد دون مجاملة وتحيّز، فإذا كانت قضية المصفاة فسادا فان قصر عوض الله يجب البحث بمصادر تمويله.
أن المجاملات التي تبديها بعض العشائر والفئات المجتمعية يشكرون عليها لعفويتها رغم أنها مخالفة شرعية في بعض جوانبها، فقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم على أن لا نجامل أو نصمت على حساب حقوق البشر ، فيجب أن ننتصر للمظلومين على الظالمين حين قال ( انصر أخاك طالما أو مظلوما) ومن هنا فانه يتعين على كل إنسان أن يتحلّى بالجرأة والرجولة والبعد عن الغوغائية وأن يبرز ما لدية من وثائق تثبت مواقع وأشكال الفساد في أي مكان ولأي شخص في هذه الوطن مهما كان مركزه وجاهه وجبروته دون استثناء ليصار لتقديمه للعدالة ضمن حزمة إصلاحات أمر بها سيد البلاد وكفل فيها حماية الجميع حتى من انتقدوه وبغير إبراز ما يثبت الفساد فان السكوت – في هكذا مواقف - يعد من شيم الرجال ودمتم.
Thabetna2008@yahoo.com http://yarmouknews.blogspot.com
http://www.facebook.com/profile.php?id=100002009999017&sk=wall#!/