أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
نتنياهو: نستعد لحرب واسعة بحال انتهاك الاتفاق أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع بوتين: حياة ترمب في خطر العفو الدولية تتهم شرطة نيجيريا بإطلاق النار المميت على المتظاهرين تصريحات لبوتين تطلق موسم الفرح الروسي بترامب ألمانيا ستعيد نشر أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" في بولندا مغردون يعتبرون لقاء ترامب وزوكربيرغ ثمرة للغة المال والسياسة نيوزويك: هل يصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله؟ هل شكل طوفان الأقصى تهديدا وجوديا لإسرائيل حقا؟ باحثون يجيبون الحكومة السويسرية ترفض طلبا برلمانيا لحظر حزب الله نيويورك تايمز: نتنياهو ينتظر تولي ترامب لتغيير موقفه حيال غزة البوتاس: الملك افتتح مشاريع عدة بقيمة 320 مليون دينار وزيرة التنمية الاجتماعية تشارك بمنتدى المرأة العالمي في دبي بحث التعاون مع مصر وفلسطين في مجالات العدل والقضاء ولي العهد ينشر لقطات من افتتاح إعادة تأهيل مركز صحي غور المزرعة بدء تنفيذ مشروع تعزيز انتشار المنازل والمباني باستهلاك طاقة صفري ميقاتي: نريد ضغطا يوقف خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار الاحتلال يخفف القيود على المستوطنين في الشمال نتنياهو: وقف النار لا يعني وقف الحرب اختتام أعمال مؤتمر المياه العربي السادس في البحر الميت
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة سقطت ورقة التوت .. فماذا بعد؟

سقطت ورقة التوت .. فماذا بعد؟

27-02-2011 10:53 PM

بقلم: د. آية عبد الله الأسمر

نظرا لتلاحق الأحداث بوتيرة لاهثة في الأسابيع الأخيرة بشكل يصعب معه تحليل الأوضاع العربية بل ومجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط والعالم من حوله بشكل تفصيلي ممل، أصبحنا نميل إلى التقاط أنفاس ما يجري على الساحة السياسية بسرعة خاطفة إما لنلتقط ديناميكيات الخلفية السياسية لما يحدث أو لاستخلاص التداعيات المفترضة مما جرى.
لا يخفى على المراقبين السياسيين والمتابعين لعجلة الأحداث المتلاحقة في المنطقة الرسائل المتعددة التي وجهتها وتوجهها الثورات التي نشبت وتلك القائمة حاليا أو المحتملة الاشتعال لاحقا في الدول العربية، أهم تلك الرسائل والمؤشرات يكمن في سقوط ورقة التوت التي طالما سترت عورات الأنظمة العربية والمفاتيح السياسية الأمريكية الإسرائيلية التي تهيمن على بوابات وأبواب ونوافذ هذه الأنظمة وسياساتها في الشرق الأوسط، سقوط ورقة التوت يترك خلفه ساحة من الواقع عارية تماما إلا من الحقيقة المتبجحة في وجه نهار يأبى إلا أن ينبلج بوضوح مرغما الشمس على أن تشرق في كبد الحقيقة، وهذا الفضاء السياسي يحوي على حقائق ثابتة ورسائل محددة بأهداف واضحة نذكر منها التالي:
أولا: الرسالة الأولى التي ترسلها كل من ثورات تونس ومصر وليبيا والبحرين موجهة إلى واشنطن ومفادها أن الأنظمة التي جثمت على كاهل الشعوب العربية لعقود، وأزلام أمريكا الذين خدموا مشاريعها في المنطقة لم يعودوا قدرا مقدرا على الشعوب العربية، وليس باستطاعة البيت الأبيض أو إيباك أن يفرضا علينا أزلامهم وجواسيسهم مرة أخرى بعد هذا التهاوي المدمر لأصنامهم بغض النظر عن تبعات ونتائج هذه الثورات، نعم نحن نراقب ملامح العهد الجديد وهو عهد ما بعد الثورات وعهد اليقظة نراقبه بترقب وحذر خشية تسلق الوصوليين إلى مراكز القرار مرة أخرى، إلا أن الرسالة المهمة التي وصلت إلى واشنطن هي أن الأنظمة الجديدة ستلاقي نفس المصير إن هي حاولت التلاعب بالشعوب مرة أخرى، وبالتالي فالرسالة تحمل تهديدا مبطنا بين سطورها إلى دول الغرب كافة مفادها أن غضبة الشعوب العارمة ستطيح بمؤامراتهم ولن تسمح لهم باستغفالهم من جديد. \"أنت وأزلامك لم يعد مرغوب بكم في المنطقة\"
ثانيا: الرسالة الثانية موجهة إلى تل أبيب التي تنظر اليوم إلى ما يحدث في دول المنطقة بحذر وخوف شديدين، مما جعلهم يعترفون بأنهم يتعاملون مع شرق أوسط جديد خاصة بعد مرور الباخرتين الإيرانيتين عبر قناة السويس فور تنحي مبارك عن السلطة، وهذا يعيد ورقة ضغط خطيرة كنا قد أسقطناها من على طاولة المفاوضات ونحن نطأطئ رؤوسنا أمام المطالب الأمريكية الإسرائيلية في سباقنا المحموم نحو التطبيع ألا وهي ورقة المقاومة، فعندما ترفض إسرائيل بحث قضية اللاجئين وحق العودة والقدس والحدود وتتمسك باستمرارها في بناء المستوطنات وتمارس البلطجة على الشعب الفلسطيني في الداخل، بينما نتمسك نحن باللجوء إلى هيئة الأمم والبكاء على أبواب البيت الأبيض دون الالتفات إلى أوراق الضغط الكثيرة الملقاة تحت الطاولة، يحق لنا اليوم أن نلتقط هذه الأوراق ونفردها بجرأة وقوة على الطاولة كقطع العلاقات وإغلاق السفارات وطرد السفراء ووقف التطبيع وإعلان المقاومة، نعم الأمور بهذه البساطة وإلا لما كانت إسرائيل تخرق المعاهدات والقوانين الدولية وتذبح وتحرق وتهدم وتبني وتحتل ببساطة. الأنظمة الجديدة الآن ستبرز إلى السطح في عصر ذهبي وهي قادرة إن أرادت أن تتعامل مع إسرائيل كند لها بل وكند فاقد للشرعية والمصداقية والحق، لا كما اعتادت الأنظمة القديمة والحالية على التعامل من منظور الخراف والذئب. \"وجودك لم يعد في مأمن بعد اليوم\"
ثالثا: على الشعوب العربية جميعها أن تتسلح سياسيا من خلال حراك سياسي قوي وفاعل ومبرمج في هذه المرحلة من خلال الأحزاب والمؤسسات والاتحادات بوعي وطني عميق، بحيث نخلق بدائل سياسية وطنية قيادية جاهزة في حالة سقوط نظام هنا أو رئيس هناك، مما سيحمي الشعب والوطن من حروب أهلية ونزاعات فردية ويحقن الدماء عبر توجيه الثورة من خلال قيادات وطنية واعية وموثوق بها، وهذا من شأنه أن يخيف أي نظام ويرهب أي رئيس ويرسل رسالة قوية مفادها أن الشعب لك بالمرصاد وأنك خادم لهذا الشعب إن أنت استقمت وسنطيح بك إن أنت حاولت التلاعب بنا، وسيضيّع على النظام فرصة محاولة جر البلاد إلى حروب أهلية طاحنة أو التلويح للشعب بعصا الفوضى والدمار. \"ضرورة وجود بدائل سياسية تمسك بزمام الأمور\"
رابعا: من المؤسف بل ومن المخزي أن تعرف الشعوب العربية اليوم وبعد مرور أكثر من أربعين عاما أن والدة القذافي يهودية، هذا يجعلنا نلتفت إلى حقيقة هامة ألا وهي ضرورة وجود لجنة دستورية أو هيئة مخابراتية تتقصى الحقائق حول كل من هم في مراكز القرار من حيث تاريخهم وأصولهم واتجاهاتهم وعلاقاتهم وانتماءاتهم الدينية والعرقية والفكرية والسياسية، فلقد ذكرت بروتوكولات حكماء صهيون ضرورة وجود امرأة يهودية في كل مراكز صناعة القرار ومنازل القيادات وعليه يجب على الشعوب العربية أن تدقق وتمحص في تاريخ كل شخص يتسلم مقاليد الحكم وكل شخص يترأس وزارة أو يتقلد منصب سياسي حساس. \"ضرورة معرفة من هم أولئك الذين يتحكمون بمصائرنا ومستقبل أبنائنا\"
خامسا: استيقظ الشعب التونسي على رائحة جسد محمد بوالعزيزي المحترق ليكتشف أن قصر بن على محشو بالذهب والماس واليورو والدولارات بينما الشعب يموء فقرا، وكذلك فاجأتنا عائلة مبارك بعشرات المليارات الموزعة هنا وهناك والمنهوبة من المساعدات الأمريكية وعائدات قناة السويس وخيرات مصر التي لا تنضب، ثم جاءت الطامة الكبرى التي قدرت استثمارات القذافي بما يزيد عن مائة وسبعين مليار في أوروبا من عائدات النفط التي تذهب لحساب الرئيس الخاص وكأن ليبيا مزرعة خاصة للرئيس وعائلته، أين الشعوب من كل هذا؟ ولماذا استمر الصمت كل هذا الزمن؟ على الشعوب من الآن فصاعدا مساءلة أنظمتها بصراحة وجرأة عن أموال الدولة وخيرات الأوطان، على الخبراء الاقتصاديين وما أكثرهم إجراء دراسات توضح موارد الدولة وعوائد قطاعاتها المختلفة وإمكانية استثمار المقدرات والإمكانات المتاحة واستغلال الموارد المتوافرة بشكل مجدي ومثمر، وتفسر أوجه الإنفاق المختلفة ومدى جدواها وأحقيتها وأولوياتها حتى تفسر لنا عجز الميزانية الأبدي والأزلي في حين يزداد الأغنياء ثراء فاحشا والفقراء فقرا مدقعا، لسنا فقراء ولا نحتاج إلى الرضوخ للبنك الدولي بشروطه المخجلة للحصول على دعم يذهب في بطن حفنة من اللصوص إذا ما استطعنا إدارة اقتصاد الدولة بنزاهة وشفافية وعقل اقتصادي خبير ومحنك، فقد تكشف لنا أن قادتنا هم من كانوا بحاجة إلى المساعدات الخارجية وليس نحن. \"خيرات الأمة العربية وفيرة ولا محدودة إلا أنها منهوبة\"
سادسا: لطالما راهن حسن نصر الله وحزب الله على الشعب وعلى المقاومة وهاهو يكسب الرهان كما كسب في كل حروبه الداخلية والخارجية، لا لشيء إلا لأنه يعتمد في طرحه على ركائز أساسية واضحة نذكر منها، وضوح برنامجه من حيث تحديد العدو والتمسك بالمقاومة ورفض التنازلات المخزية وتشبثه بحقه في الحرية والكرامة، وثبات أهدفه والتمسك بمواقفه، الذكاء السياسي والعمل ضمن برنامج مخطط ومدروس، القوة المستمدة من السلاح ورفع راية المقاومة، التعامل مع الآخر بدبلوماسية سياسية وهدوء أعصاب متين من منطلق الأحقية والقوة، وهذا ما تفتقر إليه الأنظمة والأحزاب وقوى المقاومة الأخرى في دولنا العربية، وأرجو أن لا يفهم من هذه النقطة أنني أروج لحزب الله أو أنني أجمل صورة حسن نصرالله أو إيران، إلا أنني أرى أن القوة تكمن في الاستفادة من الآخر حتى لو كان هذا الآخر عدوا لنا إلا أنه يحمل مفاتيح قوة يمكننا توظيفها لصالحنا. \"المقاومة هي الخيار\"
سابعا: الازدواجية الواضحة التي تتعامل بها أمريكا وبريطانيا ودول أوروبا مع دول الشرق الوسط وأنظمتها، فقد تخلت أمريكا عن ابنها البار حسني مبارك في محنته بينما امتنعت عن استصدار قرار دولي فوري بإلقاء القبض على معمر القذافي بناء على المذابح البشعة التي أوقعها بشعبه، هذه الشيزوفرينيا السياسية ليست غريبة عن دول الغرب تجاه كل ما يتعلق بقضايانا ابتداء من القضية الفلسطينية وموقفها من إسرائيل مرورا بإيران والعراق وصولا إلى حزب الله وسوريا، إلا أن الجديد هنا أن الوالد يفرّق حتى بين أبنائه (مبارك والقذافي وباقي الأنظمة العربية) وتحكم علاقته بهم مصالحه الشخصية من استثمارات وأموال وعقارات، وهذا يفسر الهدوء الغربي النسبي تجاه هرطقة القذافي وجنونه، ويقودنا إلى الرسالة الثامنة. \"لن نضع بيضنا في السلة الأمريكية بعد اليوم\"
ثامنا: بما أن الغرب كان وما زال ينظر تجاهنا نظرة الذئب نحو فريسته من منظور مصالحه السياسية والإستراتيجية والاقتصادية والتي هي في مجملها مصالح استعمارية إمبريالية، إذا يجب علينا أن نتوقف عن اللجوء إليه والبكاء في أحضانه والتمسح بتلابيبه راجين مساعدته ونصرته ومساندته لنا، فقد أثبتت دول الغرب على مر التاريخ أنها كالشيطان الذي يوسوس في صدور أتباعه ثم يتخلى عنهم لحظة سقوطهم، وهذا أمر مللنا من تكراره أمام كل قرارات هيئة الأمم واستخدامات أمريكا لحق الفيتو في كل مسألة تتعلق بأمن إسرائيل وجرائمها، مما يجعلنا نتمسك بحقنا في الاعتماد على أنفسنا في تقرير مصيرنا وحل قضايانا وخوض حربنا مع الآخر وفق مخططاتنا وإمكاناتنا وخياراتنا، بعدما تبين لنا أن شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية ما هي إلا كلام حق يراد به باطل بغرض التدخل في شؤوننا الخاصة وأمورنا الداخلية وفق المزاج الاقتصادي الأمريكي الصهيوني البريطاني الأوروبي لا وفق ما يخدم إنسانية الإنسان. \"حل القضية الفلسطينية لن يأتي من واشنطن\"

تاسعا: علينا مراجعة علاقاتنا مع إيران وتركيا وروسيا بحذر وإعادة النظر في مسألة تكوين أحلاف سياسية لخدمة المصالح العربية مقابل حلفنا مع أمريكا الذي لم يخدم سوى المصالح الأمريكية وهدد أمن وسلامة الاستقرار في المنطقة، نحن قادرون على أن نسود أنفسنا ونحكم خياراتنا ونخدم مصالحنا من خلال تحالفات ذكية نقيمها مع دول العالم بما يتفق ومصالحنا السياسية والقومية والاقتصادية والأمنية، وقد أثبتت الأيام أن تحالفنا مع أمريكا لم يكن تحالف بالمعنى السياسي للكلمة بقدر ما هو خنوع للآخر وضعف تجاهه وتجاه مطامعه ومصالحه، وعليه يتوجب علينا اليوم أن ننفض ريش الكتاكيت الذي عشش على جسد علاقاتنا الدولية ليصدح النسر العربي العملاق من خلال علاقات سياسية مع دول الجوار والمنطقة والعالم. \" الدخول في أحلاف سياسية إستراتيجية كشركاء لا كأتباع\"
عاشرا: الكرة في ملعب الشعوب العربية والتطرف سيفضي إلى التطرف والإرهاب سواء في وجه أمريكا والقوى الداعمة للديكتاتورية ولكن تحت قشور ديمقراطية، أو ضد الأنظمة التي حافظت على سيادتها لعقود من خلال قمع شعوبها وإرهاب جماهيرها، وهذه الرسالة وصلت إلى كل القيادات العربية التي راحت توزع الأموال على المواطنين والمنح والعطايا للأسر والعائلات خوفا على كراسيهم المتآكلة وسلطاتهم المتهالكة. \"إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر\"
إنه عصر اليقظة العربية وعلينا اغتنام مكتسبات هذه المرحلة للاستيقاظ من سبات عميق امتد لعقود من الزمن، للوثوب إلى مواقعنا القيادية بين الأمم والتي يؤهلنا لها تاريخنا العريق وحضاراتنا الموغلة في التاريخ وخيرات بلادنا الوفيرة وموقعنا الاستراتيجي على خارطة العالم وإمكاناتنا اللا محدودة ومواردنا المتكاملة وإرادة شعوبنا التي لا تقهر.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع