ان الاجابة على هذا التساؤل ليس بهذه البساطة ،بل ان من المبكر جدا الاجابة عليه ،لاسيما ان الشعوب العربية قد صفقت وزغردت سابقا لمثل هذه الثورات ،وما ان انجلت غبار المعركة حتى كشرت القيادات الجديدة عن انيابها واكتوت الشعوب العربية بجمر ها ونارها ،وها هي الان تقود الثورة على من اقامت لهم الافراح والليالي الملاح ،بل ان الكثير منهم من يترحم على ما (مضى من سالف الدهر والزمان ) . وما ملك ملوك افريقيا عنا ببعيد ،ولم يسعف الشعب الليبي ان صبر على ظلمه اثنان واربعون عاما حتى يتوعدهم الان بالنار والجمر
هل ما اعنيه الاستسلام والخنوع للظلم والقهر والذل والهوان ؟ الاجابة الف لا .
هل ما اعنيه ان الشعوب اخطات فيما اقدمت عليه ؟ الاجابة الف لا .
ولكن الخوف كل الخوف ان يذوب الثلج وتظهر نفس الوجوه ونفس الايادي ولكن باقنعة اخرى ؛
وتندم الشعوب على مااقدمت عليه في يوم لا ينفع فيه الندم .
جاهل من كان يظن ولو للحظة واحدة ان حالة الجمود والهدوء لدى الشعوب دليل على الرضا والقبول ، بل العاقل من كان يرى في ذلك انه الهدوء الذي يسبق العاصفة ،وها هي العاصفة بدات رياحها تنتقل وبسرعة من مكان الى آخر ،كسرعة النار في الهشيم او اسرع ،ان هدوء الشعوب كان كتفاعل كيميائي (فقر وبطالة + فساد ومحسوبيات = انتفاضة) وطبعا وكما ان الحرارة والضغط من اهم العوامل المساعده فضغط الحكومات وحرارة الاسعار والضرائب هما العاملان المساعدان في هذه المعادلة ،ومرد هذه الثورات الشعبية ما هو الا ان الشعوب وصلت الى حافة الهاوية وجازفت بذلك لقناعتها ان الآتي لن يكون باسواء من الحاضر ولا يوجد لديها ما تخسره
ان جدار الصمت وكظم الغيض و حالة الخوف اصبحت منذ الان نسيا منسيا والمرحلة لم تعد عما كانت عليه ومدخلاتها تغيرت باشخاصها واللاعبين فيها ،
*وماذا عن بيتنا ،وهل نحن حالة خاصة ،وهل يختلف هشيمنا عن هشيم غيرنا ؟
اذا اجبنا بنعم فنحن لازلنا نصر وبمكابرة ان ندفن رؤوسنا كالنعام ، وهذه اول كبيرة وقع فيها غيرنا ولا زال الكثير من يحاول اقناع نفسه بهذه الخطيئة ، لذا على الجميع في هذا الوطن ان يعترف باننا لسنا ببعيدين عما جرى ويجري وسيجري، ولنقم جميعا حكاما ومحكومين (بحرب استباقية) لنحصن الوطن عما سيجري في قادم الزمان والمسؤولية تقع على عاتق الجميع ،فالمطالب الشعبية قدوصل (اكثرها)لاصحاب القرار وعلينا اعطاء الفرصة للحكومة ان تترجم اقوال جلالة الملك واحلام الامة الى افعال وبالسرعة القصوى لكي نستبق الاعصار الهادر ونستبق خطوات الشيطان حيث ان لدى المواطن الاردني القناعة واليقين بان الاصلاح ليس بالمستحيل ان توفرت النوايا الحسنة والايادي البيضاء فعلى الحكومة ان تستثمر الوقت فلا مجال بعد الان لترحيل الازمات ولا للتسويف والامتحان من داخل المنهاج والاجابة لجميع الاسئلة فلا مبرر بعد الان للرسوب ولا حتى الاكمال .