دولة الرئيس, منذ أكثر من أسبوع اجتاح نفوسنا فرح غامر جراء تحويل ملفات هامة لهيئة مكافحة الفساد مثل ملف"الكازينو"و"موارد"و"سكن كريم لعيش كريم",فارتحنا,وارتاح أيضاً مُعارضون كانوا ولا زالوا في عداد المُعارضين.
لكنه بالأمس فإن"سميح بينو"رئيس هيئة المكافحة,وبحديثه العربي الواضح الجليّ,وبنبرته الشركسية الصارمة الصريحة,تمكن من قتل فرحنا على شاشة التلفزيون الأردني!,حين صرّح وبصدقه المعهود.
*أنا بعرف من وسائل الإعلام أن هناك ملفات فساد قد تم تحويلها للحكومة,واكتشف لاحقاً-والحديث لبينو-أن ليس ثمة ملفات حُوّلت,أو أنها غير مكتملة!.
*واشتكى من أن ملف"موارد"والبالغ عدد أوراقه-40000-ورقة قد وصله باللغة الإنجليزية,مُعلقاً"سبحان الله ليس من ضمنها كلمة عربية واحدة"! وبطبيعة الحال فإن"بينو"ما كان ليشكو من اللغة الإنجليزية,أو غيرها من اللغات لو كان لديه من يُحسن الترجمة,أو خبراء يُجيدون قراءة وتحليل الإصطلاحات,والأرقام الإنجليزية!,واشتكى أن تكلفة ترجمة الصفحة الواحدة تقدّر بخمسة عشر ديناراً مضروبة بأربعين ألف ورقة والهيئة لا تملك المال اللازم لذلك!.
أجل يا دولة الرئيس,هذا ما أعلنه"بينو"ولا بد أنك اطلعت على اللقاء,أو سمعت به,فهل أن صدقاً كهذا,وشفافية كتلك لا يتطلبان الإسراع في إسعاف الهيئة من أجل تسيير,وتسهيل مهمتها التي أضحت المطلب الذي يُريح نفوس العباد؟!.
ولعلني يا دولة الرئيس لا أكذب حين أعترف لك بأن أحد الخبراء امختصين قد هاتفني متبرعاً أن يقوم بدراسة ملف الأربعين ألف ورقة ويقوم بتقديم تقريره الوافي,فأشرت عليه الإتصال مع الهيئة لأني لا أملك وسيلة الإتصال.
دولة الرئيس, لقد سجل التاريخ الناصع عن أمير المؤمنين"عمر بن الخطاب"رضي الله عنه,وأرضاه أنه دخل يوماً بيته فقال إني أشتم رائحة لحم يُطهى,فأجابته زوجته أجل يا أمير المؤمنين فقد ابتعناه اليوم فصرخ بها"ومن أين لك هذا؟!"فاعترفت بأنها كانت توفر كل يوم"دانقاً"من أجر أمير المؤمنين اليومي والبالغ آنذاك درهماً,وكان الدرهم يساوي ستة"دوانق" فاحتدّ سيدنا عمر واستدعى عامل مال الخلافة قائلاً إعمل على تخفيض أجري منذ اليوم دانقاً واحدة فإن خمسة تكفينا,أما هذا اللحم فخذه واطعمه للفقراء! هكذا نفهم أن تكون القرارات السريعة الهامة التي لا تقبل التأجيل.
jihadjbara@saheelnews.com