علي يوسف المومني
مستشار اراده / عجلون
مؤسسات المجتمع المدني التقليدية بصيغتها التي نعرفها نحن في معظم الدول النامية وفي مقدمتها الصيغ الموجودة في العالم العربي في طريقها الى الزوال، بينما يصعد مجتمع مدني جديد بمؤسسات مختلفة تقوم على مفاهيم وآليات عمل جديدة تماما فيما مايزال المجتمع المدني كما هو الحال على المستوى المحلي، يعيش بذهنية القرن العشرين ولم يقترب بعد من حواف القرن الحادي والعشرين.
المجتمع المدني التقليدي ازدهر في النصف الثاني من القرن العشرين على خطاب اقرب ما يكون الى مفاهيم اليسار الاجتماعي، وهو اليوم لم يغادر هذا المربع بشكل كامل بل غير لونه وصيغ عمله وأولوياته وفق خطاب جديد يندمج مع أدوات الدبلوماسية الجديدة على المستويين المحلي والدولي وعلى بناء انماط من الثقة، واستفاد اكثر من غيره من الشبكات الاجتماعية والسياسية التي اوجدتها التكنولوجيا والاعلام الجديد. شهد العالم منذ نهاية عقد الثمانينيات طفرة هائلة في عدد مؤسسات المجتمع المدني وفي قوة تأثيرها، ونال هذا التوسع الهائل كل جهات العالم. ونجد على المستوى الاردني ان مؤسسات المجتمع المدني قد تضاعفت خلال هذا العقد واصبحت اداه تاثير هامه حتى انها وصفت بانها السلطه الخامسة .
ما الذي يميز مؤسسات المجتمع المدني الجديدة؟
اولا: انها محلية وليست قادمة من الخارج وهي مندمجة اكثر بالانظمة المحلية، ومرتبطة بالعالم من خلال الوسائل الحديثه السهله والسريعه في الوصول الى المعرفه وتبادلها .
ثانيا: مجال التركيز لدى المؤسسات المدنية والاهلية الجديدة على الحلول التي تأتي عبر السوق ومن خلال تطوير وتحديث وتفعيل القيم السائده ، أما المؤسسات التقليدية فقد ركزت على عرض المشاكل التي خلقها السوق دون طرح الحلول المقترحه .
المجتمع المدني هو: المشاركة التطوعية للمواطنين العادين وهي لا تشمل اي عمل تفرضه الدولة، بمؤسساتها وسلطاتها، هذا يعني أن المجتمع المدني يشمل كل المنظمات والمؤسسات الاهلية التطوعية التي يؤسسها المواطنون والتي يمكن ان تأخذ اشكالاً واحجاماً متعددة لتحقيق اهداف تنمويه لخدمه المجتمع المحلي وهي تتكون من كل النشطاء العاملين في المجتمع .
وبتطور الحياة الاجتماعية، والسياسية والاقتصادية وتعقُّدها، ظهرت في الحياة المعاصرة اشكالٌ جديدة من النشاط الانساني والديمقراطي يقود الى الحرية واحترام حقوق الانسان. وتشكَّل مجتمع جديد عنوانه منظمات المجتمع المدني. ولعل من المقبول احترام القول القائل ان منظمات المجتمع المدني هي منظمات غير خاضعة ماليا او بحكم القرار او بحكم الخوف او بحكم الاعتبارات العشائرية والطائفية او غيرها من اشكال التمييز بين انسان وانسان وانها منظمات ينتمي اعضاؤها اليها طوعا تأسيسا على قَيمٍ ومبادئ انسانية غير تمييزية من اجل خدمة الانسان كونه انسانا. وهي منظمات ديمقراطية تنتخب هيئاتها وتمارس انشطتها بطريقة
ديمقراطية اذ لا بد من العلاقة التكاملية بين الحكومة والمجتمع، فلا الحكومة تستطيع النهوض والتقدم بدون مجتمع مدني يقدم لها البدائل والموارد والقدرات. وفي نفس الوقت لا يستطيع المجتمع المدني تحقيق اهدافه بدون وجود حكومة.
اما عن عجلون فواقع مؤسسات المجتمنع المدني فيها واثاره الايجابيه
على دعم برامج جامعه عجلون الوطنيه وتفعيل عملها لخدمه عمليه التنميه الشامله
والمستدامه في عجلون يكون من خلال تاثير هذه المؤسسات ببرامجها المختلفه ومن خلال اعضاء هيئاتها الاداريه والعامه ومشاريعها والاهداف المنبثقه عنها
وهي كما يلي :
الجمعيات التعاونيه في المحافظه وعددها (78) جمعيه متعدده الاغراض يديرها
قرابه (700) عضو هيئه اداريه بمساهمة اكثر من (1500) عضو هيئه عامه
من الجنسين وتنتشر على مختلف مواقع المحافظه .
الجمعيات الخيريه وعددها (36) جمعيه خيريه ومتخصصه يديرها حوالي (288)
عضوا اداريا فيما يبلغ عدد اعضاء هيئاتها العامه قرابه (720) عضوا من
الجنسين لخدمه اهدافها الشامله لتنميه المجتمع المحلي باصنافه المختلفه .
المنتديات الثقافيه والملتقيات والروابط وعددها 10 يشارك فيها قرابة (400) عضوا لهيئاتها الاداريه والعامه .
كما تعتبر الاحزاب السياسيه من ركائز المجتمع المدني على الرغم من محدوديه اعضائها وتوجد في عجلون فروع ومقرات لمعظم هذه الاحزاب ويتردد عليها
الاعضاء والمؤيدين لهذه الاحزاب ولبرامجها من اهالي عجلون .
من هنا نلاحظ ان اكثر من ثلاثة الاف من سكان المحافظة يمثلون كافة ارجاء وقرى المحافظه والسكان وفعاليات محلية من الجنسين يعملون ويتواصلون مع المجتمع العجلوني بشكل عام وشامل قادرين على التفاعل الايجابي بين الجامعه والمجتمع وبما يحقق توسع الجامعه في قبولها للطلاب وتواصلها مع المجتمع لتحقيق افضل واكبر للاهداف .
علي يوسف المومني