بقلم محمد ربابعه
قبل عده أيام قام عضوين من أعضاء الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري وهم جون ماكين وليبرمان بزيارة إلى المنطقة العربية شملت كل من تونس ومصر على أن يقوموا بزيارة ليبيا فيما بعد , ومن المعروف لدينا أن الأشخاص المذكورين هم من اليهود الذين يحملون الجنسية الأمريكية والمشهود لهم بالعمل المخلص من اجل إسرائيل ومحاربه كل من يحاول المس بها حتى ولو كان على سبيل الانتقاد ,كما أنهم يمثلون أيضا نواه اللوبي الصهيوني الذي يعمل ليلا ونهارا من اجل مصلحه إسرائيل وتقديمها على مصلحه أمريكا نفسها .
لا شك أن الثورات التي قام بها كل من الشعب التونسي والشعب المصري قد فاجأ إسرائيل وحليفتها أمريكا لان نجاح تلك الثورات قد أطاح بزعماء هذه الدول والذين كانوا يقدمون مصلحه إسرائيل على مصلحه بلادهم ,ونتيجة لهذه الثورات فأن مجيء زعماء لهذه الدول لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكونوا بمستوى الطاعة والرعاية والإخلاص التي لمسها الشعب الإسرائيلي من المخلوعين زين العابدين ومبارك وبذلك تكون إسرائيل قد خسرت حليفين من حلفائها في المنطقة .
من هنا كان لابد من تحرك فوري من قبل اللوبي الصهيوني ممثلا بجون ماكين وليبرمان للاستنفار والعمل على ما يساعد في تطمين إسرائيل بأن البديل لن يكون على عداء مع الأخيرة وان لم يكن بمستوى المخلوعين , ومن الطبيعي أن تكون الزيارة ذات ملامح دبلوماسيه في الظاهر والتأكيد على تنفيذ السياسة الأمريكية بالصورة المطلوبة مع التهديد بكل الوسائل المتاحة لإجبار الحكومات القادمة في كلا الدولتين على الالتزام بالخط الأمريكي المرسوم والتأكيد على وصول الرسالة التي يريدها البيت لأبيض .
ولا ننسى دوله لبنان الشقيق من هذه الزيارة المشؤومه حيث أكد الوفد الأمريكي المذكور بأن أمريكا قد تتوافق مع الحكومة اللبنانية المقبلة برئاسة السيد نجيب ميقاتي بشروط من أهمها موضوع سلاح حزب الله ,والثاني قبول الحكومة بقرارات المحكمة الدولية , تلك المحكمة التي ثبت للجميع بأنها سياسيه بامتياز ,ولا علاقة لها بالقانون الدولي لا من قريب ولا من بعيد .
لابد من التذكير بأن العرب سابقا عندما كانوا يشاهدون طائر الغراب يتشاءمون وأن زيارة الوفد الأمريكي للمنطقة يجعلنا أيضا بنفس القدر من التشاؤم.