حسان علي عبندة
البطىء الممنهج الذي تعتمده حكومتنا الحالية نتائجه ستكون سلبية على الجميع، فما عاد الكلام الإنشائي مهما كان منمقاً قادراً على كبح جماح المطالب الشعبية وارتفاع مستواها الى درجة صادمة للجميع.
معروف البخيت ( 65 ) عاماً مهما بلغت (براجماتيته) فلن يكون قادراً على متطلبات المرحلة القادمة من ديناميكية الأداء وسرعة الحركة والإنجاز وإتخاذ القرار، فالتجربة السابقة للبخيت ليست بعيدة.
استعداد النواب للإنقضاض على الحكومة رغم قراراتها الأخيرة التي لم تشفع لها يعد مسماراً ثقيلاً إضافياً في مسيرة الحكومة، فمن يخسر الشارع يدفع بكل إمكاناته لاستعادة ثقته والحمل يزيد على الحكومة.
انتخابات 2007 وقضية الكازينو لن يكون من السهل أن تتجاوزها حكومة البخيت فإن تجاوزت الكازينو بإرساله للتحقيق فلن يكون من السهل فتح ملف الانتخابات الذي لم تتطرق إليه الحكومة إلا بكلمات يتيمة.
الفرصة الوحيدة للحكومة الحالية للاستمرار هي بالتعامل مع نفس الاسلوب الشعبي وطلباته الصادمة وذلك بإتخاذ قرارات فورية صادمة لا تحتمل التأجيل مثل الإعلان عن نتائج التحقيق في مباراة الوحدات والفيصلي ونتائج إعتداء (البلطجية) على مسيرة الحسيني واختلاسات وزارة الزراعة وأخطاء نتائج الثانوية العامة 2010 وما تعرفه الحكومة أكثر من ذلك بكثير.
البدء فوراً بتوزيع نصف دونم من الأراضي الصحراوية على كل موظفي الحكومة والمتقاعدين وأعضاء النقابات ومتلقي المعونة من التنمية الاجتماعية والعاطلين عن العمل، ورفع الرواتب ورفع الحد الأدنى لمتقاعدي الضمان الى مائتان وخمسون ديناراً، البدء في توزيع الواجهات العشائرية، وفتح تحقيق جاد في استثمارات الضمان وخسائرها، وبدء الخطوات العملية في إنشاء نقابة للمعلمين، والتقدم بمشروع قانون انتخاب عصري (القائمة) وطرحه لمجلس النواب لمناقشته، وإلغاء الضبابية المغلفة لقانون الإجتماعات العامة، والبدء بالحوار على الطريقة الديمقراطية وليس العربية (الحوار على الطريقة العربية يسعى للحوار عند الضرورة ويحاور شكلاً لا مضموناً ويحاور عنواناً لا هدفاً ويفرض رأياً ويعتبره مقدساً ولا يسمع سوى صوته ولا يخرج بتوصيات ولا يغير في الواقع شيئاً) ، و التحقيق الجاد في قضايا الفساد مهما كان حجمها.
الحديث عن عجز الموازنة بات لا يصدقه أبسط الناس، فالناظر إلى الهيئات المستقلة وموازناتها الضخمة يناقض تماماً الحديث عن شح الإمكانات والموارد وعجز الميزانية المزمن للبعض والمريح لآخريين.
Hassan_abanda@yahoo.com