صرح طبي كان الأروع بمنطقة جبل عمان الدوار الأول قد اختفى.
كان صرحاً طبياً رائداً بتقديم الاستشارات والكشفية الطبية،،،مختبرات طبية كانت متقدمة جداً مع وجود أقسام للجراحة والتوليد مع وجود أقسام للعناية المركزة،،،قسم طوارئ على مدار الساعة،،،كانوا معتمدين لمعظم شركات التأمين الطبية في المملكة.
ماذا حصل لهذا الصرح الرائع،،،
قام على بناءه الدكتور قاسم ملحس عام 1945 قرب الدوار الأول ومن الواضح بأنه تم شرائه من قبل نقابة المحامين لتحويله إما فندق وإما مركز للتسوق.
وتعد منطقة الدوار الأول بجبل عمان مكتظة بالسكان والزائرين
إن للمستشفى تاريخاً عريقاً وقيمة معمارية يجب المحافظة عليها
فأنا من مواليد جبل عمان عام 1966 وأذكر بأني كنت أمشي بجوار هذا الصرح الرائع بشكل يومي مروراً لمدرستي القديمة،،، كم كان هناك أناس من هنا ومن هناك زائرين ومهنئين بسلامة المرضى ومنهم مهنئاً بقدوم مولود جديد.
ما زالت صرخات الأطفال بالمكان وضحكات وآهات،،، صرحاً ضم كثيراً من الأفراح والأحزان.
كان شارع ملحس يعد بشارع الياسمين وشارع العشاق هكذا أطلقنا عليه الأسماء فكان ملاذاً للشباب والفتيات وشراء الورود من البستان القريب منه شارع كانت تتواجد به الملائكة،،، بالأمس كنت بجواره ذهبت لشراء الخبز،،، أنظر إليه بالحسرة كان صامدا بوجه الريح ولكنه خاو لا أحد يجيب لا من قريب ولا من بعيد،،،أعيدوا هذا الصرح أرجوكم.
كم كانت هناك حالات صعبة تسمع أنينها وكم كانت هناك أهازيج للمواليد الجدد وكم كنا نشتم رائحة الطعام عند تحضيره من شبابيك المستشفى المطلة على الشارع وصوت الصحون وكم قطفنا أزهاراً ليست كتلك الأزهار التي تباع بالمحلات،،، كم كان صرحاً رائعاً بمعنى الكلمة.
لا ضرر لو تحول إلى فندق أو عيادات تخدم أبناء الحي فقط لا تتركوه للهدم أو للعبث به من قبل العابثين وليكن ما يكن شريطة أن يكون بنفس العراقة التي كان بها والفخامة والرقي لمثل ذلك المكان.التي أوجدها القائمون على هذا الصرح الحضاري لسنوات طوال،،،
أيها المستشفى الرائع لك مني ومن أهل الحي محبة واحترام،،،أقف الآن احتراماً وإجلالا لهذا المكان الذي يعد تحفة فنية ومكان لا مثيل له عبر السنين كبرنا معه وكبر معنا،،،،
أعيدوا له هيبته وعزته فهو مكان عزيز على قلوب الأردنيين جميعاً،،،ولا تتركوا جرّافة حقيرة تلمس جدرانه فلكل حجر قصة ولكل باب حكاية،،،ولسرب الحمائم من الممرضين والممرضات والأطباء والإداريين والقائمين عليه تحية إجلال واحترام.
لا تهجروا عرين الأسد هذا،،، لتستوطن به ،،،،،قطط الشوارع،،،،
والله من وراء القصد.
هاشم برجاق
9-2-2011
الموقع الرسمي للكاتب
www.hashem.jordanforum.net