عاطف زيد الكيلاني ( الأردن ) الخميس 3/3/11 م ...
اعلنت خمسة أحزاب من المعارضة ( المدجنة ) عن نيّتها في عدم المشاركة بمسيرة يوم غد الجمعة والتي ستنطلق كالعادة من أمام المسجد الحسيني الكبير كما في كل يوم جمعة منذ شهرين ... وللمزيد من الوضوح ، فالأحزاب المعنيّة هي : ( الشيوعي الأردني ، البعث العربي ، البعث التقدمي ، حشد ,والحركة القومية ) ...
وفي معرض تبريرها لعدم مشاركتها في الحراك الجماهيري ( الآخذ ) بالتوسع يوما بعد يوم ، و( جمعة بعد جمعة ) ، حاولت هذه الأحزاب أن تسوّق لفكرة ( ضرورة إفساح المجال لمزيد من الحوار مع الطرف الحكومي ) كبديل للتظاهر والمسيرات والإعتصامات والنضال الجماهيري بكافة أنواعه ...
والسؤال الذي نطرحه على هذه الأحزاب : متى وكيف تتعارض المسيرات والمظاهرات وأشكال النضال الجماهيري الأخرى مع إجراء الحوارات مع أيّ طرف في السلطة لديه النيّة الصادقة للخروج من الأزمات المتلاحقة في بلادنا ؟
إن هذه الأحزاب تدرك أكثر من غيرها أنها ليست ( هي ) التي تقود الحراك الشعبي الأردني هذه الأيام ... ولكنها أصبحت كمن يضع رأسه في الرمال خشية مواجهة الحقائق الجديدة الموجودة ( فعلا ) على أرض الواقع السياسي والإجتماعي في الأردن ... ولا نبالغ إن قلنا أن هذه الأحزاب قد استنفذت طاقاتها وأصبحت تقف على هامش هذا الحراك المبارك الذي تقوده قوى اجتماعية و سياسية جديدة ، تتسلح برؤى جديدة وبفهم جديد حول طبيعة الصراع الطبقي والسياسي والإجتماعي في بلادنا .... وهذه الأحزاب الخمسة ، معها كل الحق في أن تتنحى جانبا منكفأة على نفسها تجتر أمجاد ماض تليد تعلم تماما أنه لن يعود ...
إن القوى السياسية والإجتماعية ( الجديدة ) ، والمكوّنة أساسا من تنظيمات لم تتلوث بالتكتيكات والحسابات الصغيرة ، هي المرشحة ( الآن وإلى أمد غير محدود ) لقيادة الشارع الأردني في مواجهته المصيرية مع قوى الفساد والهيمنة الإقتصادية والسياسية في البلاد ...
إن هذه القوى ( الجديدة ) ستخرج الى ساحة المسجد الحسيني يوم غد الجمعة ، وكل يوم جمعة لتهتف للخبز والحرية والكرامة الوطنية ولمحاربة الفساد والمحسوبية وإعادة دستور 1902 م ، ولإسقاط حكومة البخيت وحل مجلس النواب وإلغاء معاهدة وادي عربة المذلّة ... ولتهتف للثورة المصرية والثورة التونسية واللبيبية ... لتهتف لفلسطين والقدس والعراق ... ولتشد على أيدي كل المناضلين العرب في اليمن والبحرين وقطر والسعودية ...
واهمة الأحزاب الخمسة إن هي اعتقدت للحظة أن بإمكانها الحصول على أيّ تنازل من القوى المهيمنة بالحوار فقط ... فقبل الحوار وأثناء الحوار وبعد الحوار ، لا بد من النزول الى الشارع ، والتسلّح بإرادة الجماهير ...