اتقدم بالتهنئة والتبريك لدولة السيد معروف البخيت وطاقمه الوزاري على ثقة النواب وآمل من الله العلي القدير أن يكون على قدر كاف من المسؤولية والكفاءة على تحمل أعباء المرحلة القادمة وقيادتها بحزم والسير قدماً في الاصلاحات الاقتصادية والسياسية التي تضمنها كتاب التكليف السامي.
وقد اجتذبني في خطاب دولة البخيت بأنه سيبقى على تواصل مباشر مع المواطنين من خلال الزيارات الميدانية واستقبال الوزراء للمواطنين في مكاتبهم, فبمضمون تلك الجملة رسالة مموجة للنواب باستثنائهم من العلاقة ما بين السلطة التنفيذية والشعب ومعرفة الاحتياجات والمطالب الرئيسية للمواطنين بشكل مباشر وهو ما لا يرضي زمرة من النواب .
وانني لأستغرب واستهجن قيام عدد لا بأس به ومن النواب الجدد على حد التعبير من لم يواكبوا حكومة البخيت الأولى بحجبهم الثقة عن حكومته الثانية مع أن الكثير منهم قد منحها للرئيس السابق الرفاعي, فهل تمرس النواب الجدد وخلال أربعة اشهر من انتخابهم على التعاطي السياسي مع الحكومات؟! فإن تمرسوا فعلا فلماذا تم منح الثقة للرفاعي و حجبها عن البخيت ,مع أن الكثير منهم كان يلوح بحجبها وطبشة أثناء حراكهم الانتخابي؟
هل دولة الرفاعي الشاب يملك من الخبرة والحنكة السياسية والاصلاحية تصنع منه اسطورة تاريخية ومن ذات النواب اكثر من البخيت؟! ام ان الخبرة الاقتصادية للرفاعي والتي لا تقارن بخبرة البخيت لعبت دورها بمنح الثقة؟
كان هناك آراء متفاوتة للتيارات الشعبية السياسية والاصلاحية عن حكومة البخيت,فمنهم من منحها ومنهم من حجبها بعكس الآراء التي اجمعت على الحجب عن حكومة الرفاعي وهذا ما حدث فعلا, فرأينا ما آل إليه الوطن والمواطن جراء خطط واستراتيجيات الرفاعي التي ما نزال نحصد ثمارها للآن من فقر مقفر ومن بطالة متزايدة وانحدار الحال السياسي وتدهوره.
كما رأينا كثيرا من النواب الجدد يعولون على حكومة البخيت الاولى بظهور اشكال متنوعة من الفساد والتزوير, فأين كان هؤلاء النواب من حكومته الاولى؟ لماذا لم يقودوا مسيرات طالبت باسقاطه وحكومته من أجل مصلحة الوطن حينها فالمواطنين هم من يطالبون الحكومات ام ان تمركزهم تحت القبة اختلق تلك المطالب التي تعلموها من نبض الشعب؟
الاستصراخ والمطالبة منهم على اسقاط الرفاعي ووزرائه لم يأت الا بعد مطالبات الشعب بإسقاطه واسقاط من ولدهم من النواب, فلولا ارادة الشعب لما تحرك للنواب ساكنا بمطالب الشعب وعند احساسهم بعدم رضا الشعب عليهم وعلى حكومتهم الأم انقلبوا عليها وعلى الحكومة الحديثة ايضا لمحاولة كسب ود و ثقة الشعب ولأول مرة ومحاولة تبييض صفحة الماضي.
فهل حجبهم للثقة عن حكومة البخيت ومع الايام القادمة ستعود المياه الى مجاريها ما بين الشعب ونوابه أم أن وصمة ال 111 ستبقى عنوانا يميز المجلس النيابي السادس عشر عن غيره من المجالس السابقة واللاحقة؟
حضرات النواب الافاضل المواطن الاردني لا يرغب التغيير والتبديل في الوجوه فلا يهمه ان كان سميرا او معروفا فإنه يريد من تلك الوجوه التقيد بكتب التكليف السامي وثقة سيد البلاد بهم والتي تتمثل بالاصلاحات العاجلة على أرض الواقع لإعادة النهوض بالوطن والمواطن من جديد ,ولم يعد لنواب الشعب كلمة الفصل بمنح أو حجب الثقة عن الحكومات, فالشعب من حجبها عن الرفاعي وهو من سيمنحها أو يحجبها عن البخيت دون امتناع.
المهندس عمر مازن النمري