بقلم : رجا البـــدور.
وبعد ...هذه التي في عنوان مقالنا, وضعناها ليأتي خلفها أسطول من الأسئلة نطرحها على بعضنا البعض, ما الذي يحدث عندنا, ماذا يجري من حولنا, هل نحن مدركون تماماً لنتيجة مسيراتنا واحتجاجاتنا, أم نحن فقط نصلي الجمعة ونسير ونعتصم والسلام!؟ ,هل نستوعب نحن أبناء الأردن الغالي حجم العبء الأمني الذي يبذله أبناءنا من جميع أجهزة الدولة, حتى أصبح يوم الجمعة , بدلاً أن يكون عيداً وراحة يحبه الجميع, صار هذا اليوم الذي لا يطيق أبناءنا من جميع قطاعات الدولة الأمنية سماع اسمه , والسبب نعرفه وانتم , كم من الفرص الضائعة كما يسميها الاقتصاديون, ذهبت إلى غير رجعة فقدناها وفقدها بلدنا, فهذا المجهود الضخم الذي تبذله أجهزة الدولة يوم الجمعة للمحافظة على امن الوطن والمواطن , أليس بالإمكان أفضل مما كان, بمعنى لو بذل هذا الجهد المالي والنفسي في مكان وزمان يحتاجه الكل منا أليس أجمل وأنجع , وبتوضيح أكثر جلاءاً, لو بذل مجهود رجل امن واحد فقط , ممن يحرسوا المسيرات والاحتجاجات الجمعية (نسبة ليوم الجمعة) في موقع أخر لخدمة المواطن أليس ذلك أفضل!! إلا إذا كنا نعتقد أن سيارات الأمن العام مثلاً تسير على الهواء, لا على برميل نفط ثمنه في هذه الأيام 113دولار !! ونترك لخيال القارئ , الجمع والطرح والقياس.
أخي/أختي:
مما لا شك فيه أن كل ذلك هو هدر غير مباشر للطاقات والأموال , ومن الممكن أن يختصر الأمر من مسيرات مع ما يرافقها من تكاليف مالية وبشرية كما تقدم , إلى حوارات وطنية, ما بين الحكومة وممثلين عن من يريد المسيرات, للوصول إلى المناسب من الإجراءات , وبذلك نفوت الفرصة على بعض مرضى النفوس ممن يعتقدون إن أنفلونزا الأحداث في بعض الدول العربية , يمكن نقلها لبلدنا ,وهم قلة وشرذمة ممن يدعون الانتماء لثرى الوطن, أفكارهم سوداء سواد بواطنهم , ممن أصابهم داء جنون العظمة, هؤلاء الذين ينعقون ضد بلدهم في الجديد والقديم, فليتقوا الله في عدم إحداث الفتنة بين أبناء الشعب الواحد ,وان من شي فلا سبيل له إلا الحوار... الحوار الوطني الناجح السليم.!.
أما هذا الخازن الذي ليس بأردني, ولا ينبغي له أن يكون ,الذي مدح أم الأردنيين (جلالة الملكة) بذم أمهات الأردنيين النشامى وعاب عليهن الأسماء بأسلوب خبيث, فإننا نكتفي بما رد عليه
من إخواننا الكتاب مثل الأستاذ فايز الفايز والأستاذ هاشم ألخالدي وغيرهم , مع يقيني أن الرد على هؤلاء هو الذي يعطيهم الدافع للكتابة مستقبلاً, والسبب إننا لا نرد على أناس أمثالنا مرجعيتهم الإنسانية والعروبة,.. أبداً, فالعربي عندما ينظر إلى ما حدث في مصر وتونس وليبيا يتألم ويدعوا الله الواحد الأحد أن يفك كربهم إن كان مسلماً, أو يدعو الرب أن ينقذهم إن كان عربي مسيحي... أو يدعو المادة أن تخلصهم إن كان عربي شيوعي..., حتى العربي الذي لا دين له يدعو بالإخلاص لإخوانه هناك ليتجاوزوا محنتهم, أما أن يبث الفتنة بينهم فلا أرى إلا انه إنسان تلبسته الأرواح والشياطين, حتى أن الشياطين ترفض أن يحتوي عالمها الخفي أمثال هذا أو ذاك.
إخواني ,أخواتي... يا من يحبون الأردن أكثر من حبهم لأولادهم ويقدمون الولاء المطلق لقيادته ونظامه اتقوا الله في بلدكم وحافظوا على مقدراتكم وانجازاتكم , ودعوا الحكومة الجديدة تأخذ فرصتها في الإصلاح, بما تعهدت أن تصلحه من قانون الانتخاب ,والاجتماعات العامة, ونقابة المعلمين ...الخ
ولا تعطوا الفرصة للشرذمة أن تسحب الأقدام بخباثةً فيهم ,وعفوية منكم, لأهداف بيضاء ظاهرها, وسوداء باطنها .
والحمد لله , أن جعل ولي آمرنا من بيت رسوله صلى الله عليه وسلم , نحبه ويحبنا, ولا يستطيع كائناً من كان , أن يلعب على حبل المودة المتبادلة بين القيادة والشعب, وثنائية الولاء والانتماء لآل هاشم ممثلين بعميدهم أبو الحسين حفظه الله, وثرى الأردن الطهور.
وأخر القول انه والله لولا وجود هذا النظام وهذه القيادة الهاشمية لما استطاع احدنا الذهاب إلى الدبل يو سي (الذين لا يعرفون الدبل يو سي فهو التواليت,الحمام , المرحاض , بيت الخلاء ,بيت الراحة , بيت الأدب, ,وأسهل وصف له هو ذاك البناء الصغير وعلى بابه خيشه مهترئة هل تذكروه) إلا وبجانبه من يحرسه من أب أو أخ أو سلاح على جنبه, وكل ذلك الأمن والأمان الذي نعيشه, بفضل الله ثم بفضل وجود هذه القيادة والنظام ,فالأردن قارب هادئ في بحر هائج, بفضل قيادته وشعبه, الأردن لا موارد ولا نفط به, وهذا التطور بسبب إدارة قيادته وجهود أبنائه.
ولابد لنا هنا من شكر كل الإخوة الأردنيين الذين الغوا مسيراتهم واحتجاجاتهم حباً ببلدهم وولاءً لقيادتهم, مثل الاتحادات النقابية والعمالية وآخرين.. لأنهم يعرفون أن الوقت غير مناسب لها, وان كانت مسيراتهم سلمية, وهي من صميم العملية الديمقراطية التي يخوضها وطننا.
كما نشكر الأجهزة الأمنية التي لا نرى, ونرى جهودها في حراسة هذه المسيرات, وتقدم لإخواننا الماء والعصير.
حمى الله ثرى الأردن من كل من يريد به وبشعبه سوءاً أكان سراً أو جهاراً, ليلاً أو نهاراً.
حفظ الله قائدنا, تاج رؤوسنا , ناصر الأقصى والمقدسات الإسلامية وولي عهده الأمين والى اللقاء .
rjaalbedoor@yahoo.com