أن أول سورة في القران الكريم نزلت على سيدنا محمد هي العلق قال تعالى " أقرا باسم ربك الذي خلق " وهذا دلاله واضحة على أهمية العلم في التعرف على الخالق وإسرار الكون ومد جسور التواصل والحوار بين الشعوب فدور التعليم في رعاية التضامن الإنساني كبير جدا يزيل الحواجز النفسية ويخلق تعاطفا ًبين الخصوم ويحاصر الجهل بالأخر وهذا الأمر يتطلب أيجاد معلومات دقيقة حتى يتشكل تفكير ايجابي تجاه الأخر ومعتقداته فالجهل يؤدي إلى اختزان أفكار وطاقات سلبية تجاه الأخر تعتمد على الاستبعاد والكراهية والخوف أذن علينا العمل معاً على التعديل الإدراكي لإتباع الديانات السماوية لكن علينا قبل ذلك أن نبدأ بمشاعر الود تجاه الآخرين وفقاً لنظرية
(النوايا الحسنه ) إن الوعي والمعرفة المتبادلين هما من ثمار نشر التعليم ويساعدان على انسنة الإنسان ومع ذلك تبرز حقيقة مفادها أن كثيرا من الناس يعرفون بعضهم البعض ومع ذلك يكرهون بعضهم وهذا قد يكون احياناً بين أبناء الدين الواحد لكن الأهم أن الجهل قد يترك الباب مفتوحاً لممارسة جميع أشكال سوء الفهم والذي يؤدي إلى الاستبعاد , والكراهية , والعنف وهنا يتوجب علينا أن نحاول الاستفادة من الإمكانيات التكنولوجية في تعزيز الوئام المتمثل في حب الله واحترام الأخر الأديان وعدم الاساءه إلى رموزها وربما علينا أن نبدأ الخطوة الأولى بالتركيز على المدرسة "النشئ "
لقد طغت الحياة المادية على الحضارة الإنسانية بعد الثورة الصناعية والعولمة فهبطت منظومة القيم والمبادئ الإنسانية وأصبح المسيطر على العالم أجندات متضاربة ومصالح متصارعة لإتراعي أدنى معايير احترام حقوق الإنسان ومن هنا علينا أن نصنع الأمل معاً ونضئ شمعة لتكون الأمل الذي يساهم في مستقبل أجيالنا القادمة لذلك أننا نناقش اليوم احترام الأديان انطلاقاً من الشرعية التي تستند على المسؤوليات التالية :
أولا: المسؤولية الإنسانية (الأخلاقية) قال تعالى في القران الكريم " يا أيها الناس أن خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوبا ًوقبائل لتتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم " فالجوامع الإنسانية المشتركة بين الأسرة البشرية هي أكثر من الاختلاف ,فالحياة والأمن والغذاء والصحة والكرامة والعدل والإحسان والحكمة والتعاون والتسامح والتعايش هي جميعها حقوق وقيم ومبادئ إنسانية مشتركة .
ثانياً: المسؤولية الدينية ان جميع الكتب والأديان السماوية جاءت إلى هدف واحد هو عبادة الله وإسعاد وخير البشرية في أطار التكامل بين الأديان وليس التنازع "قال تعالى في القران الكريم "لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا "
ثالثاً: المسؤولية التشريعية: أن جميع التشريعات والمعايير الدولية لحقوق الإنسان تدعوا إلى حرية الدين والمعتقد وتكفل ممارسة الشعائر الدينية حيث أكد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 18 واتفاقية الحقوق المدنية والسياسية واتفاقيات دولية أخرى,على هذا الحق كما أكد على ذلك الإعلان الدولي للتسامح الصادر عن منظمة اليونسكو عام 1995 حينما أشار إلى أن التسامح مبدأ يعتز به وضروري للسلام والتقدم الاقتصادي والاجتماعي , ونحن في الأردن وبحمد الله لدينا دستور عصري ينسجم مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان , فالمادة (6) تنص على أن الأردنيون أمام القانون سواء لا تميز بينهم في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين .
والمادة (14) من الدستور تنص على (تحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان والعقائد "
ويذكر في عام 2004 ان الاردن اصدر رسالة عمان وهي وثيقة تبين وسطية و اعتدالية الإسلام وتؤكد على أن الإسلام يدعوا إلى احترام الأخر وينبذ العنف والتطرف، كما لحقتها مبادرات ملكية أخرى كان آخرها الوئام بين الأديان ، وهذا الامر بالطبع يضاف الى الانجازات الهاشمية في الدفاع عن احترام الاديان السماوية وعلى راسها الدين الاسلامي مما يعزز من موقف وسمعة الاردن في المحافل الدولية .
مقال المحامي الدكتور امجد شموط