تمارس الولايات المتحدة الامريكية الوصاية على دول الشرق الوسط وتتعامل مع هذه الدول كشركات يديرها مدراء شركات . وان هذا التعامل يتم عبر منطق الربح والخسارة .. ولايقبل الامريكان ان يزاحمهم احد على هذه الوصاية سواء من الدول الاروبية او غيرها، بل تحاول أمريكا تحجيم دور اوروبا في الكثير من القضايا وخاصة قضية فلسطين
ليس لدى الامريكان أصدقاء سواء في الشرق الاوسط او في أي بقعة من العالم ماعدا الطفل المدلل \"اسرائيل\". وان امريكا تعتبر ان لديها وكلاء او مدراء شركات يديرون هذه الدول. وتقوم السفارات الامريكية في تلك الدول بارسال التقارير الى الادارة الامريكية بعد ان تجمع المعلومات من خلال العملاء والمندوبين في كل دولة وهؤلاء يزودونها بالمعلومات الصحيحة او المغلوطة.
يلجأ الامريكان في كثير من الاحيان الى سياسة \"فرق تسد\" وذلك عن طريق تفتيت البلد ، أي بلد ، وزرع الفتنة والانقسام بين سكانه ومثال ذلك كما حدث في السودان ، حيث انقسم الى دولتين متناحرتين على آبار النفط. ومثال آخر العراق الذي تم احتلاله وتم نهب ثرواته ونشر الفوضى فيه واثارة النعرات الطائفية وتجويع شعبه.
أما صداقات وأصدقاء امريكا فقد تجلت في هذه الأيام عندما رأينا حاكم تونس بن علي ، قد انهار حكمه بسرعة بعد 23 سنه ، كان الحليف والصديق لامريكا ولم تستطع ان تحميه من ثورة شباب تونس لاهي ولا عناصر الأمن التونسي .
ونأتي لمصر الدولة العربية الكبرى التي كان فيها نظام حسني مبارك الحليف المقرب لأمريكا حيث كانت امريكا تقدم المساعدات للنظام بمبلغ يقدر بمليار ونصف المليار ، وكان لدى النظام المصري جهاز الامن الذي تعداده يقارب المليون وربع المليون عنصر. وكان حسني مبارك يعتقد ان جهاز الامن بعدده الكبير سوف يحمي عرشه ونظامه الذي سلك طريق القمع بكل أشكاله ، ولكن هيهات ، فلم يستطع هذا الجهاز الامني حماية الرئيس المخلوع من ثورة شباب مصر وشعب مصر ، هذه الثورة التي انهت حكمه الثلاثيني وسقط النظام وانهت توريث ابنه جمال الى الأبد. أليست هذه عبرة لمن يعتبر؟
لم تستطع امريكا حماية شاه ايران من ثورة الخميني عندما تمت الاطاحة به ، ولم تستقبله امريكا كضيف او كلاجيء على اراضيها .
وهنا ندرك ان المصالح الامريكية وليس الصداقه هي التي تحكم العلاقة بينها وبين مدراء الشركات (اقصد رؤساء الدول) . وفي هذه الأيام نتابع كيف تتعامل امريكا مع معمر القذافي الذي حكم ليبيا قرابة (42) سنة ؛ فكان الحارس الامين على منابع النفط الليبية وهو ماكان يهم امريكا بالدرجة الأولى . وهنا قام الشباب الليبي بثورتهم على هذا القذافي الذي يعتدي عليهم بالطائرات والقنابل .
ويأتي دور اليمن والعراق وربما بلدان عربية أخرى وكل ذلك نتيجة الاستئثار بالسلطة وقمع الجماهير وتكميم الافواه وتجويع الشعوب ومصادرة الحريات واعتقد انها اخطاء الحكام وامريكا معا ، خاصة انها تقف الى جانب الدولة المارقة .. الدولة الصهيونية التي تحتل الارض وتنكل بالشعب الفلسطيني وتبني المستعمرات ضاربة بعرض الحائط بالقوانين الدولية بتشجيع من امريكا التي تستعمل حق الفيتو في مجلس الامن بجانب اسرائيل واقرارها ببناء المستعمرات.
بسام العوران