حسان علي عبندة
- خمسون عاماً وهو مسؤول جلاد، يرى نفسه المخلص الأول والأخير، رأى من المسيرات ما أفقده صوابه، اختطف مشاركاً بالمسيرات ليفتح قلبه ويرى شدة خيانته، صُدم فُجع صُعق انهار حين رأى خارطة الوطن تتوسطه عبارة \"متيم بحبك\" داخل قلب ذلك المعارض العنيد.
- بات تحرير فلسطين يقترب بسرعة بعد أن بدأت إسرائيل بفقدان أحشائها من الأنظمة العربية، وهي المتضرر الوحيد من الانهيارات العربية.
- أربعون عاماً وهم يصدحون له، يباركونه، يفدونه، يهتفون بحياته، وعندما طلبوا قسطاً من الراحة قصفهم بالطائرات.
- يعملون في صحف يومية أسماءها كبيرة، يحملون بطاقات صحفية، يتقنون فن الصحافة إتقاناً تاماً، مطلوب منهم أن يكونوا كتبة أو مدونون لمؤسستهم ليس أكثر، وكل أخبارهم مهما كانت كبيرة يجب أن تمر من أنبوب اختبار صغير لا يتغير.
- إن تظاهروا نزع مكبر الصوت وأزعجهم بصراخه وساندهم، إن دخل القبة أمطرهم بالنقد وعارضهم، إن هاجمهم (بلطجية) شتم ولعن، إن اجتمع (البلطجية) كان بينهم، إن اتفقوا على رجم الزانية كان أول المعترضين مطالباً بالصفح، إن خرجوا تفاجئوا به يقتلها بصخرة.
- في زمن ما كان عمر رضي الله عنه يطوف البلاد (بيت بيت دار دار زنقه زنقه فرد فرد) يطمئن على أحوال المسلمين ويفتش عن المحتاج لمساعدته، في زمن الظلم العربي يهدد الحاكم أنه سيطوف مثله ولكن لسحقهم.
- فصل حلم اليقظة كما يريد، رأى نفسه يترشح للانتخابات وينجح، يرشح نفسه للرئاسة وينجح، استل قلمه وكتب خارطة الطريق لنفسه واستدعى سكرتيره وأمره بتنفيذ المكتوب، فتم كما أراد تماماً.
- بعد بث الحلقة الاولى من المسلسل شعر المخرج أن عدد (الكومبارس) المحيطين بالبطل مبالغ فيه، فقرر تخفيض العدد من مائة وأحد عشر الى ثلاثة وستين حتى يبدو الأمر طبيعياً ومقنعاً للمشاهدين.
- قرر الفاسد أن يعتمد الشفافية فكتب يافطة فوق مكتبه \"أقسم بالله العظيم أنني لن أسرق أكثر من عشرة ملايين دينار والله على ما أقول شهيد\".
- جمع الرئيس كل أمواله من الداخل والخارج ودخل غرفته وأمر بعدم دخول أحد وأمر بالطعام من شرفة صغيرة، وانهمك يعد بأمواله، ولما فرغ خرج من الغرفة ونظر بالمرآة فخر صريعاً برؤية وجهه عجوزاً مجعداً وقد طار غرابه، لم يعلم أنه أمضى عشر سنوات يعد أمواله.
- طاف البلاد طولاً وعرضاً يبحث عن عمل ولم يجد، غبط عمالاً مغتربين كثيرين صادفهم، فكر ثم نفذ، اعتكف في غرفته شهراً يشاهد الأفلام والمسلسلات العربية، خرج يبحث عن عمل فوجده بكل سهولة، هو هناك الآن يستقبل الزبائن بابتسامة وعبارة أتقنها تماماً \"أفندم حضرتك أنا تحت أمرك يا سعادة الباشا\".
Hassan_abanda@yahoo.com