أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
موقع أمريكي يكشف ما قاله بايدن لنتنياهو عن وقف إطلاق النار في غزة .. ما علاقة ترامب؟ الفايز: لن ننتحر من أجل أي قضية .. والأردن لايستطيع تحمل العبء لوحده - فيديو الجريري الكهرباء ستعود تدريجيا بشارع مكة واستمرار العمل لاعادتها بالكامل سموتريتش: مجلس الأمن لن يعترف بفلسطين بنهاية عهد بايدن نتنياهو: قد أوافق على وقف إطلاق نار بغزة العودات يؤكد أهمية مشاركة الشباب في العملية السياسية صدور مرسوم أميري بالكويت بشأن 'قانون إقامة الأجانب' نتنياهو: نستعد لحرب واسعة بحال انتهاك الاتفاق أسواق الأسهم الأوروبية تغلق على ارتفاع بوتين: حياة ترمب في خطر العفو الدولية تتهم شرطة نيجيريا بإطلاق النار المميت على المتظاهرين تصريحات لبوتين تطلق موسم الفرح الروسي بترامب ألمانيا ستعيد نشر أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" في بولندا مغردون يعتبرون لقاء ترامب وزوكربيرغ ثمرة للغة المال والسياسة نيوزويك: هل يصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله؟ هل شكل طوفان الأقصى تهديدا وجوديا لإسرائيل حقا؟ باحثون يجيبون الحكومة السويسرية ترفض طلبا برلمانيا لحظر حزب الله نيويورك تايمز: نتنياهو ينتظر تولي ترامب لتغيير موقفه حيال غزة البوتاس: الملك افتتح مشاريع عدة بقيمة 320 مليون دينار وزيرة التنمية الاجتماعية تشارك بمنتدى المرأة العالمي في دبي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هاتوا برهانكم ان كنت صادقون

هاتوا برهانكم ان كنت صادقون

06-03-2011 10:37 PM

ان الحقيقة أسمى من اي عقيدة مهما في الفكر رسخت وبين الناس انتشرت, مقولة أؤمن بها إيمانا مطلقا إذ اعتبرها هي المدخل الفعلي الحقيقي الوحيد الذي يمكنني من احترام ذاتي كانسان وعقلي كمكلف محاسب فأذهب معهما الى طريق النجاة, لا نطلب سوى ان تُحترم عقولنا ويُحترم تفكيرنا وتُحترم مشاعرنا, كفانا من يستهتر بنا ويستخف بعقولنا بين ثنايا الحروف وتلاصق الكلمات, كفانا ترديدا للعبارات مع الزيادة والحذف في متن الحقيقة المثبتة حتى تصبح إشاعة او تصبح مادة سخيفة لا يصدقها العقل فتفقد قيمتها ولا تتحقق من ورائها اي غاية نبيلة سامية, وصلنا لمرحلة من الشجاعة والجراءة بحيث أصبح الكل يتحدث ويتحدى ويقول رأيه ولا يخشى على نفسه شيئا, ان كان من أمن او من حب في التضحية من اجل الوطن, وبالتالي ايضا وصلنا الى الشجاعة اللازمة التي تلزمنا ان نقول كفى كلام وإشاعات وترديدا وإكثارا للاتهامات فهاتوا برهانكم ان كنتم صادقون.

يقولون: سرقت أموالنا ونهبت أراضينا, نسمع تفاصيل بالأرقام والأماكن والصفقات والحالات, نسأل: من أين لكم هذه المعلومات كلها, الإجابة: مصادر موثوق بها, فلماذا التستر اذا؟ و من هي هذه المصادر؟ الجواب: لا نستطيع القول خشية عليها وعلى مواقعها الرسمية, لا تخبرونا بالأسماء ولكن هل يوجد أدلة وبراهين؟ الإجابة: طبعا وقطعا يوجد, فأين هي؟ الجواب: لا نستطيع حتى لا يُعرف مصدرها, ويحكم ان صدقتم بكلامكم فمن يجب ان يحاكم هي مصادركم وأنتم معها لان التاريخ اثبت رأيه في هذه النقطة ان السارق من اموال الشعب سيأتي يوما حتما ويحاسب فيه, اما أنتم ومصادركم فانتم المجرمون الحقيقيون إذ تمتلكون الأدلة والبراهين ولكنكم جبناء ومتصيدون في خدمة وطنكم وشعبكم, ان كانت سرقت أموالنا فلقد سرقتم تاريخنا واحترقتم ذاتنا, فالساكت عن الحق شيطان اخرس.

قلتها وأعيدها دون خوف ولا وجل لا أدافع عن احد ولا أبغى رضا غير رضا الواحد الأحد, ولكن لا اقبل ان يستخف بعقلي ويستخف بفكري, لا اقبل ان أكون شجاعا فقط حين اردد الاتهامات المطلقة المبنية على المصادر الموثقة المجهولة, ومن يبلغني بها جبانا لا يريد ان يطلق الحقائق ويظهر الأدلة والبراهين, لا أسهل من ان تتهم إنسان او تطلق الأحكام جزافا ولكن حين تطالب بالأدلة والبراهين تبدأ السخافة بالإخفاء او رفض الطلب بحجة أننا منتفعون من ورائها, الأدلة موجودة والمصادر موثقة ولكنهما مختفين لأسباب واهية لا نعلمها, اما الاتهامات فهي ولادة كما الجراد, اتهامات بلا أدلة ملموسة او قرائن منطقية واقعية تعني ان هنالك في الظلام خفافيش.

الكل أصبح خبيرا في تفصيل الأخبار, لا أقول الملفقة ولكن أقول الغير مثبتة, من سائق التاكسي الى معلم المدرسة, من العاطل عن العمل الى رب العمل, والكل يدعي ان مصادره موثوقة وان أدلته وبراهينه موجودة, نسمع قعقعة ولا نرى طحنا, وان ألزمناهم بالأدلة والبراهين تبسموا وقالوا ستثبت لكم الأيام صدق كلامنا, فلماذا ننتظر الأيام وأنتم تحملون الأدلة وتعرفون المصادر الموثوقة, أين الشجاعة والجراءة بالحق؟ كيف تقصفون باتهاماتكم الغير مثبتة مدعين أنكم تحبون الوطن وتفدوه بأرواحكم, لماذا تحيلوننا الى الزمان ليكشف لنا المستور وأنتم تعلمون المستور الان وتحملون مفاتيح الحقيقة ولكنكم تواروها عنا, كفاكم جهلا وتجهيلا, كفاكم سخفا و استخفافا بنا وبعقولنا, مللنا هذه الأساليب لدرجة ان كثرتها والمبالغة فيها أدت الى تتفيه الحقيقة المثبتة لصغر حجمها مع حجم الإشاعات المطلقة, فان قالوا سرق مليون دينار, وثبت لاحقا انها مائة دينار فقط, فقدت القضية أهميتها وتقلص عظم الجريمة المرتكبة بتقلص الفارق بين الإشاعة وبين الحقيقة.

لهذا دعونا نعلنها بكل جراءتنا المعهودة, فألان لم يعد احد يسكت ولم يعد احد يصمت, لنعلنها انه من أراد ان يقول أنهم سرقوا مالنا ونهبوا أرضنا, وقاسمونا في هوائنا ومائنا وقوتنا, من أراد ان يخوض في هذا المخاض فعليه الحجة والدليل,عليه تقديم البرهان, لا ندعي جازمين بعدم حدوث السرقات ولكننا لن نؤمن بمجرد انها ذكرت فقط , أعطوا القضية حقها واحترموها بإثباتها حقا لا زورا وبهتانا, ليقدم كل أوراقه ويظهر مستنداته وليقول انا احمل الدليل واضعه بين أيديكم, ولا يخشى شيئا الا الله, ولتلفظ المصادر الموثوقة السرية المجهولة, فكلما سمعت بهذه العبارة تيقنت ان هنالك مخطط ينفذ وان هنالك أياد تلعب.

لست بمعرض الدفاع عن احد سوى الدفاع عن عقلي وتفكيري, الكره والبغض ليس دليلا ولا برهان على جرم احد, والإشاعات وان بنيت أصلا على واقعة حصلت ولكن المبالغة فيها وتضخيمها يفقد الحقيقة الأصلية الفعلية قيمتها, نعم هنالك الاستفسارات وهنالك التساؤلات, ومن حقنا ان نستغرب ونتعجب دون اتهام ولكن طلبا لمعرفة الحقيقة والتيقن منها, نعم هنالك ما يثير في العقل الجدل والشك, فمن غير المعقول ان موظفا حكوميا او مدرسا جامعيا يتقلد بضع مناصب حكومية عليا وفجأة وبين ليلة وضحاها يباع بيت له بملاين الدنانير, فهذه قرينة تثير الشك حول صاحبها, ان اثبت من أين له هذا بحكم انه تقلد المناصب الحكومية لا غير ومن مبدأ إشهار الذمة كمسئول  فشكرا له, وان كان بقيت علامات الاستفهام تحوم, علينا بزيادة الأسئلة والاستفسارات والبحث حتى نفهم, اما ان نتهم ونبالغ في التحليل دون مستندات ودون إثباتات قطعية ونؤلف الروايات والقصص وتصبح اجتهادات الرأي عبارة عن الحقيقة المتوصل إليها من مصادر موثوقة سرية او أدلة وبراهين مخفية, فهذا لا حق ولا مطلب ولا أسلوب يؤدي الى تحقيق ما نصبوا إليه, فالسم الذي لا يقتل يقوي ويعطي المناعة.

ان كانت اتهاماتكم مثبتة بالأدلة ومصادركم الموثوقة تهمها مصلحة الوطن فهاتوا برهانكم ان كنتم صادقون, ضحوا بأنفسكم ومناصبكم من اجل وطنكم ولا تضحوا بنا وبأرواحنا وباحترامنا لذاتنا من اجل غاياتكم, الكل يعلم والكل يتحدث والكل يملك الأدلة والكل لديه مصادره الموثوقة والكل يقسم انها الحقيقة ولكني لم اسمع عن أحد قدم ورقة واحدة تؤكد ما يقال وما ينشر وما يشاع, وهذا يثير العديد من الاستفسارات ايضا, لن تكفينا مشاعر الكره والبغض والخوف ايضا ان تصبح هي الأدلة والبراهين اللازمة لإثبات الواقعة لأننا بهكذا تصور سنسير في طريق وعر تحكمه المشاعر والافتراضات والرغبات, ان كرهَ فلانُ فلانَ اتهمه بالسرقة والدليل كرهه والبرهان شعور البغض, والمصدر موثوق ولكنه مختفي سري, فان كثر كارهوه لأي سبب كان أصبح هذا مؤشرا على قوة الدليل الوهمي والبرهان المخفي وصدق المصدر الموثوق السري.

قدموا لنا دليلا واحدا قطعيا نموت من اجله, ولكن لا ترمونا نحو الهلاك من اجل مشاعر ومشاعر فقط, نكره و نحب ولكن لا نتهم الا بدليل ولا نحكم الا ببرهان, اما ان نفهم ونستغرب ونبحث عن الحقيقة فهذا واجب علينا جميعا, اما الظن لمجرد الإحساس فإن بعض الظن إثم.

ملاحظة: تم صياغة هذه المقالة أثناء إثارة موضوع محمد صقر ومفوضية العقبة ولم يتم إقحام قضية الصقر بالمقالة اعلاه لاهمية قضية الصقر ولأحقيتها بمساحة خاصة بها قريبا ان شاء الله.

حازم عواد المجالي

Hazmaj1@gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع