ها هو الدكتور خالد الكركي يعود من جديد رئيساً للديوان الملكي العامر بيت الأردنيين كما وصفه جلالة الملك , بعدما شغل هذا الموقع في فترة كانت تتلاطم فيها التيارات الفكرية والسياسية في ظل قائد السفينة وقبطانها آنذاك جلالة الملك الراحل رحمه الله حيث عمل بمسؤولية رجل الدولة الذي يحرص على تناول الحدث من خلال الكل ورفضه تناول جزئية دون ربطها بباقي متعلقاتها.. كيف لا والكركي مع كريم ألقابه ذو خبرة واسعة في العمل العام وصاحب فكر ورجل موقف وكلمة و قائد فكري وأكاديمي من الطراز الأول ومن مقدمة الرجال الذين قبضوا على عروة مواطنتهم وقوميتهم بأسنانهم .
فأن يقوم الكركي على ادارة شؤون بيت الأردنيين في هذه الظروف الحافلة بالتحديات السياسية والمليئة بالملفات الإصلاحية فإنها خطوة على الطريق الصحيح وعلامة بارزة من علامات الاصلاح الذي ينادي به جلالة الملك لحفظ الأردن من طوفان الحاقدين والمنافقين والمشككين الذين اشبعوا الاردن لطماً وكفراً , في وقت أصبح فيه المواطن الاردني يوجه طاقة الترقب ليربطها بجملة الأحداث السياسية التي تعصف بالمنطقة .! لكن الأردن الذي أندغم أبناؤه على مدار عقود مضت بالأمل الواحد والهم الواحد زاد من ترابطهم ما اتفقوا عليه من ان الاردن سيبقى القلعة الحصينة التي يصعب اختراقها من كل ناعق هنا او سمسار هناك .!
من هنا فإن الجميع يأمل من الكركي بحكم موقعه كصلة وصل وتنسيق بين جلالة الملك وكافة مؤسسات الدولة الأردنية وما بين الملك وكافة شرائح الشعب الاردني ان يدير حواراً جاداً لإعادة النظر بسياسات المقامرة والمغامرة التي أوصلت البلاد والعباد إلى ما لا يتفق والحرص على المستقبل وحماية الكرامة والوجود , والعمل على المزيد من الإصلاحات التي ترفع سوية العمل وتحفظ هيبة الدولة وتلمس حاجات الناس الذين يتقلبون بين أنياب الفقر ومن ثم الوقوف الحاسم والجازم في وجه القرارات الحكومية الغير محسوبة العواقب وتشنجات المعارضة الغير معروفة النتائج والتخوين المتبادل لتفادي تفاقم التدهور وتعميق الفراغ ودخول الأردن في دائرة الخطر لا قّدر الله .!
وكم من قائل يقول خربت عمرت .. طلعت نزلت .. إن حادت عن ظهري بسيطه .! لهؤلاء الذين تجمدت في عروقهم دماء الانتماء والذين وضعوا غشاوةً على أبصارهم نقول أن الشعار المعلق في سماء الأردن ينادي بمسؤولية الجميع في بناء الأردن المنتج الديمقراطي وتعزيز دفاعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية .. لأنها مسؤولية الجميع دون استثناء , وهل أفضل ما نستطيع أن نصنعه من اجل الأردن ..؟ لكن وحين تدلهم الخطوب وتطل الفتنة برأسها من خلال أصحاب الأجندات الخاصة سيقف الأردنيون على اختلاف منابتهم في وطن الشومات صفاً واحداً إزاء أحابيل الفتنة كما البنيان المرصوص , ليبقى الأردن الذي يرتعش له القلب ومن اجله سالت دماء ودماء وسال عرق وعرق من جباه الكادحين وسواعدهم معلنين أن الهزيمة ممنوعة وقرارنا هو أن نضع هذا الأردن في قلوبنا ونتلقى الرصاص ونقول الأردن أولاً .
moqeem98@yahoo.com