من يريد العنب عليه أن لايتقاتل مع الناطور ، ومن يقاتل الناطور لن يحصل على العنب ؛ إذ الحل في مصاحبة الناطور ، وهذه المصاحبة في زمننا الحالي تعادل محابات الناطور ، والناطور هنا قد يكون أي شخص له سلطة أو نفوذ إما سياسي أو اجتماعي أو مالي .
وليس بعيدا عن الواقع تجد أن هناك من يقاتل الناطور ومن ثم يحصل على العنب ، وهذه الحالة المخالفة لمنطق المثل الشعبي السابق تعود إلى أن الناطور هو ايضا يسير على قاعة شعبية تقول ؛ خذ ثوبي واسترني ، وعند وجود مثل هذه الحالة في المجتمع علينا وقتها أن نرفع القبعات للواقع المرير الذي نعيش فيه .
ورفع القبعات يعود إلى أن المجتمع عندما يفقد توازنه القانوني في علاقة الافراد مع بعضهم البعض ، وفي علاقتهم مع النواطير بكافة أنواعهم ، تصبح القبعة هي القانون ، وعند ذكر القبعة تعود بنا الذاكرة إلى مسرحية الأديب الفلسطيني غسان كنفاني " القبعة والنبي " ، وهنا تتشابك هذه المسرحية مع واقعنا في جانب واحد يتمثل في أن من يريد قتل هذا الكائن الغريب فقط من باب أنه لايعرفه ، تشابه إلى حد كبير محاولتنا لقتل القانون لأننا لانعرفه ، ومعرفتنا تتركز في ما لدينا من أمثال شعبية تسيطر على واقعنا المعاش وتجعلنا نسارع إلى القول " هل تريد العنب أم تريد أن تقاتل الناطور " ، يأتي الجواب " خذ ثوبي وإسترني " .