حظي اختيار جلالة الملك للدكتور خالد الكركي لتبوأ منصب رئيس الديوان الملكي برضا وقبول وارتياح أبناء المجتمع الأردني على اختلاف مشاربهم السياسية والفكرية والعقائدية والجهوية, لما عرف عن الرجل من حبه للناس وحب الناس له.
منذ ربع قرن مضى وأنا أتابع نشاطات د.الكركي حباً وتقديراً وإعجاباً بالرجل ومبادئه التي اقتنع بها وآمن, وسار عليها وثبت حتى الآن, وإنني على يقين أن هذه المبادئ كانت سبباً في إبعاده أو ابتعاده عن ممارسة العمل السياسي الرسمي قرابة عقد ونيف من الزمن.. ولكن عاد أخيراً نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للتربية والتعليم في حكومة الرفاعي وها هو يعود رئيساً للديوان الملكي.
عرف عن د. الكركي وهو الكاتب والأديب والشاعر العربي الكبير والسياسي الأردني البارز, تحفظه على معاهدات السلام العربية ومقاومته للتطبيع, فهو قومي التوجه والفكر وعروبي النزعة, كما أن مدرسته منهاجها حب الوطن والانتماء إليه والولاء المطلق للعرش الهاشمي, وأنه ومن وحي هذا الحب المفرط لوطنه وعروبته وإخلاصه وولائه المطلق للقيادة, وضع مبادئه التي لا يحيد عنها أبداً (العدالة الاجتماعية, والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير, واحترام حقوق الإنسان الدستورية والقانونية والاجتماعية والفكرية).
جلالة الملك في رسالته لـ د. الكركي, أشاد بنزاهة الرجل وإخلاصه وكفاءته وتميزه وحب الناس له, ولأجل هذه الصفات التي عرفها عنه جاء اختياره ليكون رئيساً لديوانه الملكي.. وهو الديوان الذي كان وسيبقى بإذن الله أبوابه مفتوحة وبيتاً لكل الأردنيين يلجئون إليه ويتفيؤن بظله في أي وقت لقضاء حاجاتهم وحل مشاكلهم.
وجلالة الملك الذي نذر نفسه لخدمة الأردنيين والسهر على مصالحهم ومستقبلهم شأنه في ذلك شأن والده المغفور له بإذن الله تعالى الحسين, وأجداده طيب الله ثراهم, ولضمان استمرار هذا النهج الهاشمي بكل شفافية وعلى مسافة واحدة من الأردنيين جميعاً, جاء اختياره الكركي بهذه المهمة وفي هذه المرحلة لقدرته على تلمس هموم الناس وتطلعاتهم وخدمتهم بكل نزاهة وإخلاص واقتدار.
وعليه فإن المطلوب الآن – وأقولها بكل صراحة – إعادة فتح قنوات التواصل والحوار بين مختلف أبناء الشعب ورئاسة الديوان كما كانت سابقاً ولعهود مضت والتي انتابها بعض التباطؤ في السنوات الأخيرة نتيجة كسل الذين تعاقبوا على هذا المنصب.. كما وأن أسس تقديم المعونات والمساعدات الإنسانية والعلاجية والمنح الدراسية وهبات الرسوم الجامعية بحاجة إلى إعادة نظر وإعادة ترتيب حتى يشعر الأردنيين كافة أنهم سواء بسواء لا تفضيل لأحد على أخر إلا بمقدار فقره وحاجته للعون والمساعدة.. أمور لا أشك في أنها الآن أول بند في أجندة د.الكركي وهو الحريص على تحقيق العدالة التي آمن بأنها السبيل الوحيد لتعزيز قيم الولاء والانتماء والحفاظ على أمن وأمان المواطن والوطن.
moeenalmarashdeh@yahoo.com