في كل مطالبة مالية يقوم بها المعتصمون أو المتظاهرين وخصوصا في القطاع العام ، أقول لنفسي أين معالي ابو حموروبماذا يفكر؟ وكيف سيتدبر أمر هذه المصاريف الاضافية؟ ، والموقف الذي جعلني اسأل سؤالي السابق هو عدم رفع اسعار المشتقات النفطية خلال الفترة الماضية وكيف كانت الدنيا تقوم ولا تقعد زمن حكومة الرفاعي عند التحدث عن مصاريف اضافية على كاهل الميزانية العجوز ، وكأن الصمت هو الشيء السائد في حكومة البخيت فيما يخص الشأن الاقتصادي أو أن الأمور تركت لمعالي ابو حمور يطبخها على نار هادئة ليفاجئنا بعد عدة شهور أن الامور وصلت الى طريق مسدود وان عجز ميزانيتنا وصل للحد الذي ستعلن عندها الحكومة وبالصوت العالي أنها رفعت يدها عن أمور البلاد المالية وتركته للقدر يسيره أن يشاء وكيف يشاء،ففي حديث سابق لمعالي ابو حمور اشار به إلى أن الحكومة تنتظر تنظيم عمل السندات الاسلامية كي تلجأ لها في الاقتراض ، نجد أن معالي ابو حمور يوضح المسار القادم لنوع الدين العام الجديد والابواب التي ستلجأ لها الحكومة للإقتراض بخلاف البنوك المحلية والبنوك العالمية ، اذا هناك دائنون جدد سيطرقون أبواب الوطن بعد سنوات مطالبينه بالمشاركة في ملكية الوطن ، وعندها سيصبح هذا الوطن كدم يوسف عند إخوته بالنسبة لهلاكه في علاقته مع هذا الدين ، وللمتتبع لما يصدر من تسريبات خفيفة عن تحركات وزير المالية في اتجاه الاقتراض يلاحظ أن هذا الامر لايعني احد سواه كوزير للمالية وأن حكومة البخيت تتعمد أن لاتلقي الضوء على هذا الجانب من الحياة الاردنية ،ومجلسنا النيابي الموقر أخذته النشوة بأوراق الميزانية التي بين يديه ونسي أن هناك مصاريف أو كما تسمى نفقات جارية يوميا لاتجد لها مصدر كي يغطيها ، وهناك بورصة عمان المتهاوية يوما بعد يوم ،ولاننسى هنا أن الاموال التي بها تعود ملكية نصفها للشعب الاردني وليس لشعب الواق الواق ، وهناك مؤسسات تشجيع الاستثماروالمؤسسات المستقلة والهيئات التي تستهلك من الدين العام الشيء الكثير ولاتقدم للبلد سوى صور جميلة تصلح للتعليق على جدرانمكاتب مدرائها مكملة لديكور مكاتبهم ، أعجبني تعليق أحد المحللين السياسين قبل أيام عما يحدث في دول الخليج من إحتجاجات وكيف أن هذه الدول قدمت بيوم وليله عشرات المليارات من الدولارات لإسكات شعوبها وقوله أنه ليس بالخبز وحده يعيش الانسان ، ويبدو أن الصورة عندنا معكوسة أو أن حكومتنا تتعمد أن تعكسها فيها الان لاتعترض على أي مسيرة أو إعتصام أو إعتراض من قبل أي جهة كانت ، وتقول لنفسها سيأتي يوم ويجد هذا الشعب نفسه قد مارس حريته على حساب دينه العام الذي سيخنقه وعندها لن يطالب هذا الشعب سوى برغيف الخبز فقط كي يتمكن من العيش لليوم القادم .