قد يقول قارىء هل هذا الكاتب غير عاقل بما يكتب فهل من المعقول ان يكون للفساد اي اثر ايجابي في التنميه المستدامه لأي بلد سواء في المجال الإقتصادي أو الإجتماعي أو حتى في مجال حماية البيئه ولكن الا يوجد آثار ايجابيه لكوارث مثل الزلازل والبراكين وغيرها مع ان خسائر تلك الكوارث البشريه قد تكون كبيرة في معظم الأحيان .
وكما أن الكوارث تلعب دورا في دوران عجلة الإقتصاد مرة اخرى في البلد المنكوب وتخلق فرص عمل كثيره للعاملين في إعادة الإعمار وبالتالي تحرك كثيرا من القطاعات مثل النقل والطاقه والتجاره والاستيراد والصناعه وغيرها مما ينعكس على مواطني الدوله المنكوبه اقتصاديا بأثر أيجابي كما انه بمثابة تدريب عملي وفعلي لمجابهة الكوارث والتخفيف من اضرارها البشريه مستقبلا .
كذلك هو بلاء الفساد إذا إستشرى فلا يقل ضررا عن الكوارث خاصة من النواحي الماديه فإن اي بلد يصاب بداء الفساد ويستفحل فيه هذا الوباء يستعد لأن تزيد فيه فئة الأغنياء حيث ان هذه الفئه موصومه بغناها الفاحش الغير مشروع ومع الزمن تزداد هذه الفئه وتضمحل فئة الفقراء إما بالموت قهرا او فقرا اويصابوا بالجنون ويصبحوا غير فاعلين في المجتمع لأنهم يعيشون في ملكوت اخر خاصا بهم .
وكانت زيارة جلالة الملك الكريمة لهيئة مكافحة الفساد من أهم الزيارات وكانت درسا للمسؤولين والمواطنين على حد سواء حول أهم موضوع على ألإطلاق فيما يخص الإصلاح والتغيير في البلد
وفيما يخص الهيئه فقد أعلن جلالته أن لا خطوط حمراء امام عمل الهيئه وهذا اعطاها كل الدعم وازال من امامها جميع العوائق .
أما من حيث الفساد فقد أعلن جلالته أن لا تهاون في مكافحته وإجتثاث جذوره .وقد أوضح جلالته أن جميع مؤسسات الدوله بما فيها الديوان الملكي خاضعه لمسائلة الهيئه وهذا واضح لا لبس فيه
ومن حيث آليات العمل فقد بين جلالته بضرورة تضافر جهود السلطات الثلاث وألأجهزه الرقابيه ومؤسسات المجتمع والمواطنين
وقد بين جلالة الملك أهمية تكاتف المجتمع في التوعيه بمخاطر الفساد وتعزيز قًيم العدل والنزاهة وسيادة القانون فكرا وتطبيقا في المجتمع .وإعتبار مكافحة الفساد وتحويل كل من تثبت إدانته للقضاء وتطبيق القانون على الجميع أولوية وطنيه وركيزة أساسيه لتحقيق الإصلاح الشامل والتنميه المستدامة في مختلف المجالات .
لذلك فإن هذه الزياره كانت درسا متكاملا بينت أهمية هذه المشكلة وأدواتها وآليات التنفيذ والنتائج المرجوة منها من خلال ربطها بالتنمية المستدامه .
وإذا عدنا للأضرار التي يخلفها إستشراء الفساد في المجتمع فهي عديده فمن الناحيه الإقتصاديه هناك هدرا للمال العام وبلبلة وعرقلة في تمويل المشاريع التنمويه وكذلك يولًد إحباطا لدى العاملين ويقلل من تسارع الإنتاجيه في تلك المشاريع .
أما على المستوى الإجتماعي فهو يدمًر الكثير من القيم الإيجابيه مثل التكافل والتنافس الشريف والمبادرة والإبداع والتميز والإيثار والنخوه والتعاون والترابط الأسري والأجتماعي بينما يساعد على تفشي الكذب والشلليه والكسل والظلم والتفكك الأسري .
وبالتالي فإن إجتثاث الفساد من منابعه والتخلص منه يعيد المجتمع للطريق الصحيح ويعود ذلك على أفراده بالرفاه والعدل والمساواة ويبعد الحسد والحقد عن افراده .
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ صدق الله العظيم
قال تعالى (يأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) صدق الله العظيم
المهندس احمد محمود سعيد
دبي -8/3/2011