د. عبدالناصر هياجنه
====
يُشكل طلبة الجامعة المحور الأهم فيها، فهم محل رسالة الجامعة وفيهم تحقق الجامعة أهدافها، وهم أبناؤنا وأخواننا ينتمون لكل بيتٍ في هذا البلد الطيّب، ولأن الموت حق وكل نفسٍ ذائقته، فقد يحدث أن يتوفى الطالب أثناء دراسته الجامعية مع ما يعنيه ذلك من ألمٍ بالغٍ لذويه وزملائة وأساتذته، وهو فقدٌ لا يوزايه تعويض إلا أن الحياة تستمرُ من بعد الرحيل ألماً وأملاً وذكريات.
وفي مصيبة الموت، يحتاج الإنسان للدعم المعنوي والمادي لتجاوز المصاب واستئناف الحياة، وقد يكون للجامعة دورٌ بالغُ الأهمية في مساعدة الأهل على تخطي أحزانهم ودعمهم معنوياً ومادياً بالقدر الذي يوصل رسالةً إنسانيةً لأهل المتوفى ومجتمعه المحلي أن الجامعة فقدت ابناً أو بنتا لها وأنها مؤسسةٌ ترعى أبناءها، وتقدم لذويهم كل عونٍ ممكن.
ولقد ألمني مؤخراً رحيلُ واحدٍ من تلاميذي كان على وشك التخرّج والانطلاق في حياته العملية لولا أن القدر كان أسبق إليه من تحقيق حلمه وحلم أهله. فتساءلت عن طبيعة ومستوى الدعم الذي يمكن للجامعة أن تقدمه لذوي الطالب؟ وأرى ان المسألة تحتملُ اقتراحاً ربما يجد فيه أصحاب القرار في الجامعة الأردنية وشقيقاتها باقي الجامعات الحكومية والخاصة ما يكفي من الوجاهة لتبنيه وإمضائه سعياً من الجامعة لمتابعة تقديم رسالتها الجليلة حتى بعد رحيل الإنسان الذي ينتمي لها سنواتٍ من عمره أراها الأكثر أهمية في تشكيل شخصيته وإنضاجها.
ويتلخص هذا الاقتراح بأن تعمد الجامعةُ – دون إخلال بقيام الجامعة بالتأمين على حياة موظفيها وطلابها- إلى إنشاء صندوقٍ للتكافل الاجتماعي والإنساني بين الطلبة أسوةً بما هو جارٍ العمل به في الكثير من المؤسسات، على أن تتكون موارده من ملبغ يرصد في موازنة الجامعة، ومبلغٍ رمزيّ آخر – في حدود دينارٍ واحد للطالب الواحد مثلاً- يجري اقتطاعه مما يدفعة طلبة الجامعة في كل فصلٍ. على أن تحدد قواعد صرف مبلغٍ التكافل المستحق لورثة الطالب الشرعيين في وقتٍ قصيرٍ ليكون عوناً لهم على تجاوز مصابهم، وتعبيراً من الجامعة عن متابعة دورها الاجتماعي والإنساني في حياة منتسبيها وذويهم.