زاد الاردن الاخباري -
يخوض العاملون في قطاع الصحة حول العالم معركة شرسة، تحولوا خلالها إلى جنود يواجهون الموت في محاولة لقهر فيروس "كورونا المُستجد" الذي تحول الى وباء عالمي.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية تحوّل القارة الأوروبية الى بؤرة لتفشي فايروس "كورونا المُستجد"، وضعت إيطاليا مناطق كبيرة منها تحت الحجر الصحي مع وصول عدد الوفيات الى 1.441 شخص.
وأظهرت الصور التي تداولتها مواقع إخبارية عالمية معاناة الكوادر الطبية في المستشفيات الإيطالية التي جُندت لمواجهة هذه الآفة.
وباتت صورة الممرضة المُنهكة التي تلقي برأسها على لوح مفاتيح حاسوب وتمت مشاركتها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، رمزُا لحالة استنزاف الطواقم الطبية التي تكافح فيروس كورونا المستجد في شمال إيطاليا.
وتعمل الممرضة “إيلينا باغلياريني" في مستشفى كريمونا في شمال إيطاليا الذي وجد في الخط الأول لمكافحة العدوى.
وعن صورتها التي التقطها زميل في غرفة الطوارئ في خضم ليلة عمل، قالت هذه الممرضة لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية: "من جهة، شعرت بالانزعاج لانتشار صورتي بكل مكان، خجلت من إظهار هشاشتي. لكن مع ذلك أنا سعيدة، فقد تلقيت الكثير من الرسائل الجميلة من أشخاص تأثروا بقصتي".
وأضافت "في الواقع، لا أشعر بتعب جسدي، يمكن أن أعمل 24 ساعة متتالية إذا لزم الأمر، لكن لا أخفي أنني في هذه اللحظة قلقة لأنني أحارب عدوًا لا أعرفه".
يروي الطبيب "دانييلي ماكشيني" في بيرغامو في شمال البلاد، عبر موقع فيسبوك: "لم يعد هناك نوبات عمل، ولا ساعات محددة. الحياة الاجتماعية معلقة بالنسبة لنا... لم أر ابني وعائلتي منذ نحو أسبوعين خشية من أن أنقل إليهم العدوى".
وأضاف: "أكتفي ببعض الصور لابني أشاهدها دامعًا وبعض الاتصالات عبر الفيديو".
كما نشرت الممرضة "أليسيا بوناري" صورةً على تطبيق "إنستغرام" تظهر فيها علامات القناع الجراحي على وجهها بعد يوم طويل.
وكتبت هذه الممرضة: "أشعر بالخوف لأن القناع لا يلتصق بالوجه تمامًا، أخشى أيضًا أن أكون قد لمست عن طريق الخطأ قفازات ملوثة، أو أن لا تغطي النظارات عيني تمامًا، أو أن يكون فاتني شيء ما".
تخبر أنها لم تعثر على وقت للذهاب إلى الحمام أو شرب المياه لمدة ست ساعات، وأنها "متعبة نفسيًا"، كما كل زملائها منذ أسابيع.