زاد الاردن الاخباري -
لم تكن انفعالات الفنان المصري عمرو واكد في حواره مع الجمهور يوم 8 مارس/آذار عبر ناس TV تسير على وتيرة واحدة، فأحيانا يبدو متفائلا، وأحيانا تظهر عليه علامات القلق، وفي وقت ثالث كان عصبيا. ورغم أن المناسبة التي نُظم الحوار بسببها وهي الاحتفال بنجاح الثورة المصرية كانت تدعو للتفاؤل فقط، إلا أن تنوع الأسئلة التي استقبلها "واكد" فرضت هذا التباين الشديد في المشاعر. كانت الأسئلة المتعلقة بالثورة المصرية منذ بدايتها وحتى يوم تنحي مبارك، هي مصدر التفاؤل، حيث أكد أنه لم يكن يتوقع نجاح الثورة المصرية، لأن الدعوة لها في البداية لم تتجاوز كونها تظاهرة يوم 25 يناير. وقال إنه تعلم منها الكثير من الدروس، ومنها أن الحلم يمكن تحقيقه مهما بدا صعبا، وأن الإرادة الشعبية قادرة على تحقيق المعجزات. واعتبر لحظة تنحي مبارك من أسعد لحظات حياته، وقال: "أصبت بسعادة بالغة، ثم بدأت أفكر بكلمات خطاب التنحي، وانتابني شك في كلمة التخلي عن السلطات التي قيلت بالخطاب، وسألت لماذا لم يقل تنحيت، لكن فرحة الشارع أنستني هذه الشكوك". وصمت واكد للحظات، قبل أن يضيف: "لو لم نشهد هذه اللحظات، وظل مبارك في الحكم، كنت سأهاجر وأبحث لي عن جنسية أخرى". ومن التفاؤل إلى العصبية، بدا واكد وهو يتحدث عن زملائه من الفنانين الذين لم يؤيدوا الثورة، وقسم هؤلاء لفريقين، فريق شجع على سحق المتظاهرين، وفريق اكتفى بتأييد مبارك. وقال: "كلا الفريقين لن أعمل معهم مجددا، لكن يمكن أن ألتمس بعضا من العذر للفريق الذي أيد مبارك، لأن هذا هو رأيه". وتنبأ واكد أن يواجه هؤلاء الفنانين أزمة تتعلق بانخفاض شعبيتهم، وتوقع أن تخلق الثورة جيلا جديدا من الفنانين يحتلون مواقع الصدارة. وتوقع أن يكون التغيير ليس فقط في الأشخاص، لكنه يشمل –أيضا– الموضوعات، معتبرا أن توقف الحركة الدرامية في الوقت الحالي مؤشر على ذلك، لأن المسلسلات التي تم البدء في تصويرها قبل الثورة لا تصلح موضوعاتها لمصر ما بعد الثورة. ولم تظهر العصبية فقط في تعرض واكد لهذه المنطقة، لكنها بدت واضحة –أيضا– في تعرضه لاتهامٍ يلاحقه دائما أنه مع التطبيع الفني مع إسرائيل. وقال: "كيف أنتقد دائما الاستعمار الصهيوني، ثم أُتهم بأني مع التطبيع". وحمَّل واكد إعلام مبارك مسئوليةَ إلصاق هذه التهمة به، لدعوة المجتمع للتطبيع من خلال الترويج أن هناك شخصيات فنية مقتنعة به، مستخدمين في هذا الإطار معلومة أني شاركت في مسلسل تم تصويره بتونس كان به ممثل إسرائيلي. وقال: "عندما وقّعت على عقد هذا المسلسل لم أكن أعرف بمشاركته، ولم يكن بالإمكان التراجع بسبب قيمة الشرط الجزائي الكبيرة التي لا أقدر على دفعها، ثم إن نص المسلسل لا يوجد به ما يخالف قناعاتي". ودلل واكد على هذه النظرة التآمرية من الإعلام، بأنه شارك في مسلسل إنجليزي ينتقد اليهود اسمه "مقتل توماس هيرندال" ولم يكتب عنه أي إعلامي عربي. وحاول في هذا الإطار التفرقة بين التطبيع معهم ومشاهدة أفلامهم، وقال: أنا ضد التطبيع، لكني أدعو لمشاهدة أفلامهم من باب اعرف عدوك". وبدا على واكد القلق أثناء حديثه عن مستقبل الثورة المصرية بعد تنحي مبارك ومستقبل الثورات العربية الأخرى، فضلا عن التعديلات الدستورية المزمع الاستفتاء عليها في 19 مارس الجاري. وقال: "موافقتنا على التعديلات تعني إقرارنا بالدستور كله.. وهو ما زال به مواد تعطي الرئيس صلاحيات واسعة جدا". ولم تختفي حالة القلق وهو يتحدث عن الثورة الليبية التي تواجه شخصا ليس لديه مانع من أن يقتل شعبه كله حتى يظل على كرسي الحكم. وقال: "القذافي مجرم حرب ولا بد من اعتقاله فورا". وتوقع واكد رغم قلقه أن تنجح الثورة الليبية، لكن بعد المزيد من الخسائر، كما ربط انتقال الثورة إلى فلسطين باتحاد الفلسطينيين أولا، وقال: "إذا لم تتحدوا، فلا تقوموا بثورة". وعن إشاعة البعض أنه "فلسطيني"، قال: "أنا فلسطيني القلب.. لكني أعتز بمصريتي".