محمد حسن العمري
-1-
تخرج جاهة نيايبة على رأسها أعلى هرم في مجلس النواب الأردني لفض اشتباك ، على أثر ما قام به نائب وصفع –نعم صفع!!- رئيس بلدية كبرى على وجهه أمام الناس ، ويعقد النائب السعود مؤتمرا صحفيا يحاول تبرير ما يلحق به من مواقف البلطجة التي تملأ الإعلام ، فيما يصدر النائب الكوز ، الذي يقول ان والده ولد في الأردن من عهد الثورة العربية الكبرى بيانا يعتذر فيه للشعب الأردني الذي نعيب على الكاتب الخازن انه يتطاول على نشمياته ، ويصفه سليل مائة عام من عمر الأردن ب\" التافه \" \" والحقير\" ، فيما يصدر النائب الازايدة توضيحا يبرر \" الدراما \" التاريخية التي حصلت في \" مضاربه \" ، وينشغل بقية النواب في تبرير مائة وإحدى عشرة هدية ، مكافئة للحكومة التي \" فصلّت\" نيابة عن الشعب هذا المجلس بقانونها العصري الذي جاءنا بهكذا ثقافات ما كانت تلائم بالمطلق هيبة الأردنيين وقاماتهم العالية ...!!
-2-
\" أعطونا فرصة\" هكذا صار شعار كل نائب أردني نشاهده يتحدث هنا وهناك ، فيما الوطن غارق بكارثة وطنية لا يدركها المتمسكون بالكراسي في حرب ضروس مع الشارع العام..!!
اول هذه الكارثة ان المجلس الذي يعتبر مراقبا للحكومة ومحاسبا لها ، صار همه اليوم الدفاع عن وجوده اولا ، فيما انشغلت المعارضة السياسية وعلى راسها الاخوان المسلمين بالدعوى الى إسقاط هكذا مجلس ، وتراجع حماس المعارضة عن إسقاط الحكومة او حتى محاسبتها ، وهو حال واضح من سياق الأدبيات الإعلامية الراهنة للمعارضة ، في احدى جلسات الثقة ، وكان رئيس مجلس النواب عن الحركة الاسلامية الدكتور عربيات وكانت الحركة متحمسة لإسقاط الحكومة قال \" كنائب احجب الثقة\" وفي حكومة اخرى لم يكونوا متحمسين لها قال \" كرئيس مجلس النواب امتنع عن التصويت \" وحجب بقية الإخوان كما هو العرف السياسي ، واليوم واضح بالكامل ان الحركة الاسلامية بالفعل تمتنع عن التعبير عن نقد الحكومة التي اعتذرت عن المشاركة بها ، اعتذرت عن المشاركة بربع الحكومة وهو رقم باعتقادي لا يشكل حتى حجم الاخوان في الشارع الاردني ، اعتذرت عن المشاركة في الحكومة ، وتحيل النقد كله باتجاه مجلس النواب ، وهذا لا يدفع الحكومة جديا نحو الإصلاح ، ويدفع الجمهور العام الى مراقبة المجلس و مغامراته الخاسرة بدلا من مراقبة الحكومة..!!
-3-
ينطبق على هذا المجلس الكريم ، ما جاء في الأثر أن الرجل ينفق ماله ليقال جواد كريم ، فلما يأتي الحساب يقال له مكانك في \" جهنم!!\" أنفقت مالك ليقال جواد وقد قيل..!!
وقد سن ، قانون الانتخاب ، ليفصل مجلسا يمنح ثقة \"111\" لذات الرئيس الذي وضع القانون العصري ، ومنحه على اثره الثقة الخرافية ، وقد حصل (!!)، وذهبت الحكومة وسيذهب القانون بأمر من جلالة الملك وتوجيهاته فماذا بقي بعد ذلك لمجلس النواب..!!
-4-
سادتنا الكرام النواب ،
لا تنشغلوا كثيرا في تبرير أخطائكم ، وتبرير وهنكم وتبرير وجودكم ،،
فالأردن كبير وقادر على صياغة مجلس \" ثقيل \" بحضوره ، مجلس لا تخوفنا وتخوفوا العشائر بغيابهم ، فالكبار سيظلوا موجودين ، سواء بقانونكم او باي قانون اخر ، والنائب القوي اليوم لا يخشى حل مجلس النواب ، فهو قادر على العودة في كل التغيرات والظروف والقوانين ، فيما ستسقط كل نواب الطفرة والظروف الاستثنائية..!!
مجلسنا العزيز الكريم ،،
لا يحتاج المجلس القوي ليستهلك كل وقته في اقناع الجمهور انه ، قوي ، ولا مبرر لكل هذا \" الالتصاق!!\" الذي لا نشاهده الا في كراسي الزعماء عند ثورات الشعوب ، ونجده عندك بلا ثورة ، باختصار اصبحت نغمة هذا المجلس \" خربانه \" معطله فلا مبرر لمزيد من \" الزن عالوتر!!\"..!!!