" علينا ان نتذكر ان التاريخ
ليس مجرد شيء نرثه فهو ايضا شيء نصنعه" ، عبارة من طراز تلك العبارات التي
كنا نقرأها في سفر العبارات الكونية التي كانت تضعها كبريات المجلات
العالمية والعربية ، وذاكرتي ما زالت تحفظ تلك الاسطر المطبوعة بخط اسود
على صفحات مجله العربي ، ولذا استهل عيد ميلاد جلالته بتلك العبارة التي
قالها الملك في مقابلته مع وكالة الانباء الاردنية بهذا الشكل وهذه
العبارة ، على شدة اهمية كل ماقاله جلالة الملك في مقابلة كسر المألوف ،
او الشيء الاستثنائي كما تفضل جلالة الملك بوصفها انذاك.
فليس
جديدا على الفكر الهاشمي ان يجابه الواقع في فجاءاته وتغيراته ، في
تقلباته وانقلاباته ، بل يمكن القول انه ولد وتكون وتطور في خضم المجابهة
، وما طابعه الانساني الا ثمار انسنته للمجابهة ، على شدة ما تحمل سيرورة
الفكر الهاشمي والحكم الهاشمي من تقلبات وافتراءات تدفعه الى السير عكس
الانسنة ، فميزة هذا الفكر انه ولد بشريا ، وولد مجابها ، منذ الرصاصة
الاولى ضد اغتيال العروبة في الوطن القومي العربي ، الى اول الرصاص في
فلسطين ، واول الدفاع عن البوابة الشرقية التي نصحو الان على فهم ضرورتها
، وغيره كثير.ومن هنا جاء التلاحم بينها كنظرية وقيادة وبين الناس ، ومن
هنا كان حاصل الفكرة والنظرية كمكون واحد مع الجغرافيا مملكة فيها الناس
اقرب الى القيادة والقيادة تعبير حي عن نبضهم.
تمر السنون ويزداد
شيب الرأس على الغرّة الملكية ومفرق الشعر ، ونحتفل به وهو يكسر جنون
الواقع في بلاد الثلج ، علّ الدنيا تستفيق الى ما يقوله ويحذر منه ، وعلّ
الثراء يأنس نار الفقراء ، فيجد الناس"غموسهم" ، وتفتح الدنيا صدرها
وعقلها للحق والحرية للشعوب .
في عيد ميلادك ، نستعرض المسيرة
فنجدها بيضاء ناصعة ، ونجد في كل خطواتك ما نفاخر به ، ملكا وارث مجد
وصانع تاريخ ، ملك يقود البلاد نحو العصرنة والحداثة تحت مظلة التسامح
والحرية .
نستطلع الواقع بعين الرضى ، فالقدر"بكسر القاف"رغم شح
الامكانات ما زال يفور ، وما زلنا نمسح الجراح عن المكلومين والمضطهدين ،
وما زال مبضع الاطباء يداوي في جنين وغزة والعراق .
ثمة بوح خاص
تفترضه الحالة ، بأن نقول لك في عيد ميلادك شيئا خاصا ، لك كانسان ورب
اسرة ، ان نقول عمرا مديدا لك وان نبارك لام الحسين والحسين وباقي الامراء
بعيد ميلاد اب ، اخذناه منهم كثيرا وتركناه لهم قليلا ، لكن قدر العائلة
الصغيرة ان تتحمل ابا لملايين ، ويغفر للملايين انهم يحبونه كما تحبونه
ويفرحون به وله فهو ملاذهم وهو لمسة الدفء لبردهم ونسمة الهواء لحرّهم .
عمرا
مديدا لك يا وارث المجد وصانع التاريخ ، وصحة وعافية ندعو الله ان يمتعك
بها وان يعينك على هذا الجهد وهذا الحراك ، ونستأنس من الفقه السني
دعاء"ان يرزقك البطانة الصالحة التي تعينك "
كل عام وانت والعائلة الصغيرة والكبيرة بالف خير وكل عام وانت معنا ابا وقائدا وهادي درب .
omarkallab@yahoo.com