زاد الاردن الاخباري -
رسم خبراء إيرانيون صورة قاتمة لما سيكون علي الحال في البلاد في ظل تفشي فيروس كورونا، حيث توقعوا وفاة 3.5 شخص في حال عدم اتخاذ اجراءات اشد لمواجهة الوباء، فيما دافعت الحكومة عن تعاملها مع الجائحة رغم عدم فرضها اغلاقا شاملا.
وحذر تقرير أعده علماء بجامعة شريف التكنولوجية بإيران، من أن يصل عدد وفيات كورونا في البلاد إلى 3.5 مليون شخص في حال عدم تطبيق الحجر الصحي وتجاهل الشعب تعليمات الوقاية من الفيروس.
ونشر موقع “تين” الإخباري الإيراني، التقرير الذي أعده فريق من علماء الجامعة برئاسة البروفيسور علي نقي مشايخي.
ويقدم التقرير 3 سيناريوهات للتأثيرات المحتملة لتفشي كورونا في إيران، الأول “أفضل السيناريوهات” ويتضمن تطبيق الشعب للحجر الصحي وتعليمات الوقاية من الفيروس بحذافيرها.
وحسب هذا السيناريو، فإنه “في حال بلغت نسبة العزل بين أفراد الشعب 80 بالمئة، فمن المتوقع أن تبلغ حصيلة الإصابات بكورونا في الأيام الأولى من نيسان/ أبريل – الذي سيصل فيه الوباء ذروته – إلى نحو 120 ألفا، والوفيات إلى 12 ألفا”.
أما السيناريو الثاني، “في حال عدم تطبيق الحجر الصحي بالشكل المطلوب، واستمرار التواصل بين أفراد الشعب بنسبة 50 بالمئة، فمن المنتظر أن ترتفع حصيلة الإصابات بكورونا في الفترة المذكورة إلى نحو 300 ألف والوفيات إلى نحو 110 آلاف”.
أما السيناريو الثالث وهو أسوأ السيناريوهات، فيتناول عدم تطبيق الحجر الصحي، وعدم التزام الشعب بتعليمات الوقاية من كورونا.
ووفق هذا السيناريو فمن المتوقع أن يتفاقم الوضع الصحي في المجتمع، ويصل سرعة انتشار الفيروس إلى مستوى 65 بالمئة.
ومن المنتظر أن يمتد فترة ذروة الوباء حتى نهاية أيار/ مايو المقبل، ويبلغ عدد الإصابات بكورونا إلى نحو 4 ملايين والوفيات إلى 3.5 ملايين تقريبا.
- 1135 وفاة
واعلنت ايران الاربعاء ان عدد الوفيات بوباء كورونا المستجد تجاوز الألف، فيما دافع الرئيس حسن روحاني عن تعامل حكومته مع الوباء رغم عدم فرضها اغلاقا شاملا.
وايران من بين الدول التي سجلت اعلى عدد وفيات بالوباء خارج الصين التي نشأ منها الفيروس.
وقالت ايران ان الحصيلة الاجمالية للوفيات ارتفعت الى 1135 وفاة من بين 17361 اصابة منذ ظهور المرض أول مرة في الجمهورية الاسلامية قبل شهر.
وقال روحاني الاربعاء "البعض يتساءلون لماذا لا تتدخل الحكومة، ولكنني أعتقد أننا تدخلنا بشكل كبير".
واضاف "لقد أنجزنا اشياء عظيمة (من بينها) اجراءات لم تتخذها دول أخرى".
واضاف في تصريحات تلفزيونية عقب الاجتماع الاسبوعي لحكومته والى جانبه وزراء يرتدون اقنعة "سنتجاوز هذه الأوقات الصعبة".
وذكرت وزارة الصحة ان 5710 اشخاص تعافوا من الفيروس.
وقالت السلطات ان أمرأة في عامها الثالث بعد المئة شفيت من الفيروس رغم الادلة على أن المسنين هم الاكثر عرضة للخطر.
وقد أدخلت المريضة إلى المستشفى في مدينة سمنان الواقعة على بعد حوالى 180 كيلومترا شرق طهران على ما أوضحت الوكالة في مقال نشرته ليل الثلاثاء الأربعاء من دون أن تورد اسمها.
وأضاف المقال نقلا عن ناويد داناي مدير المركز الاستشفائي الجامعي في المدينة "سمح لها بمغادرة المستشفى بعد تعافيها التام".
وذكرت الوكالة أنها ثاني مريض متقدم جدا في السن يتعافى من فيروس كوفيد-19 في إيران. وتحدثت الوكالة عن حالة رجل من كرمان في جنوب شرق البلاد شفي من الفيروس الذي يسبب التهابا رئويا حادا وهو في سن الحادية والتسعين.
وقد تعافى الرجل الاثنين بعدما مرض مدة ثلاثة أيام، رغم أنه يعاني أساسا من ضغط مرتفع والربو.
ولم تحدد إيران العلاج الذي تلقاه المريضان.
ولم تفرض ايران اغلاقا كاملا، وانتشر الفيروس في محافظات البلاد ال31.
- "تحلوا بالصبر" -
لم يعلق العديد من المسؤولين الايرانيين على عدم فرض اغلاق كامل، إلا أن رئيس بلدية طهران بيروز هاناتشي قال ان الاقتصاد قد لا يحتمل كلفة الاغلاق خاصة في ظل العقوبات الاميركية القاسية.
ونقلت عنه وكالة مهر الاخبارية قوله "في الوضع العادي وفي الاقتصاد الجيد، ربما كنا نستطيع فرض اغلاق".
واضاف "ولكن ما يأتي لاحقا مثل توفير السلع الضرورية والتعويض عن الخسائر في انحاء ايران، ليس ممكنا، ولذلك لا يمكن فرض اغلاق تام".
ولاحتواء الفيروس اغلقت ايران المدارس والجامعات حتى مطلع نيسان/ابريل، كما اغلقت اربعة اضرحة دينية رئيسية في مدينة قم مركز الوباء.
ونصحت السلطات الناس بعدم السفر في عطلة العام الفارسي الجديد التي تبدأ هذا الاسبوع، والغت صلوات الجمعة واغلقت البرلمان مؤقتا.
وصرح نائب وزير الصحة علي رضا رئيسي ان الوباء يمكن أن يستمر اكثر من شهرين في حال واصل الناس السفر خاصة خلال العطلات.
وقال رئيسي في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون "الجميع باتوا يعلمون الان بالمرض، والغريب ان هناك اشخاصا لا يأخذونه على محمل الجد".
واضاف "اذا ساعد الناس نستطيع السيطرة عليه، والا فلنتوقع أن يطول هذا الامر اكثر من شهرين".
وقال رئيسي ان "الاسواق" في طهران "مليئة" والناس يتنقلون في سياراتهم رغم تحذيرهم من هذا الامر.
وخاطب الايرانيين قائلا "تحلوا بالصبر خلال هذين الاسبوعين لنتمكن من تجاوز هذا الفيروس باذن الله".
وتبدأ عطلة راس السنة الفارسية الجديدة في 20 آذار/مارس وتستمر حتى مطلع نيسان/ابريل.
ويسافر العديد من الايرانيين في العادة خلال هذه العطلة الى وجهات من بينها محافظتا مزانداران وغيلان وهما من اكثر المحافظات تضررا بالفيروس.