لو تذكرتُ أن معركة ( مصر و
الجزائر ) الأخيرة : ستكون يوم الخميس الماضي : لما نزلتُ و عائلتي الى
الغور ..،، لم أستمتع بالزيارة ..كل الناس الذين يشتاقون لي : يسلمون عليّ
وينظرون إلى ساعاتهم و يفتحون سيرة المباراة ..،، لم يحدثني أحد عن فقره
..لم يشتكً لي أحد هذه المرّة من قلّة خبز عياله ..لم يحلف لي أيّّ كان
على أي شيء ..،،
حدّثتُ نفسي جازماً : ما إلي إلا شعيب .. و شعيب
هذا نسيبي .. ولا يحب المباريات : يعني مثلي .. إذَنْ : أروح عنده ونقعد
نحط على الأخبار أو على الأفلام الهندية ..،، وهربتُ من المباراة إليه
..وما أن جلست و التلفزيون على الجزيرة : حتى بادرني بالسؤال : فكرك مين
يفوز يا أبو وطن مصر و إلا الجزائر ..؟،، حتى أنت يا شعيب ..هكذا قلتُ
بيني وبين قهري ..،،
وبدأت المباراة ..أعصاب الموجودين مشدودة
..وشعيب يسأل : مين مصر و مين الجزائر ..؟ يريدنا أن نخبره الفريق المصري
لابس إيش و كذلك الفريق الجزائري ..،، شعيب يشجّع الجزائر ..: العب يا
أبيض ..الله معك يا أبيض..،، وعندما حاولتُ الاستيضاح من شعيب عن سبب ما
يحدث معه ..أكّد لي أنه لا يعرف ..،،
كل هدف و كل طرد في المباراة
و شعيب يسب و يلعن ..و عند الهدف الثالث بالذات ..اتصل شعيب بأحدهم ولا
أعرف من هو و قال له بصوت حزين و يائس : معلم ..والله شايفلك إنّا تبهدلنا
..لا لا لا ..ما ظل فيها حكي ..،، والذي يزيد من غيظ شعيب أن أصوات الناس
اللي برّة تصل إلينا ..فالمنطقة ربع سكانها من المصريين لأنها منطقة
زراعية ..وبالتأكيد يعيشون الآن فرحتهم الغامرة ..،، حتى جيران شعيب من
المصاروة ..،،
جاء الهدف الرابع ..و انتهت المباراة ..وأصوات هيجان
الفرح في الخارج تتصاعد ..و شعيب مصدوم وأكثر .. دخل عبد الجليل أخو شعيب
..و عبد الجليل يشجع مصر و شامتّ بشعيب ،، و فجأة ..نهض شعيب دخل غرفته
..معه كيس ..خرج إلى الخارج ..لحقه عبد الجليل ..،، يا للمفاجأة ..شعيب
يطلق الألعاب النارية بكثافة ابتهاجاً بفوز مصر و يصرخ و يقول : تحيا مصر
..تحيا مصر ..،، انضم المصريون الوافدون إلى شعيب وكلهم يقولون له : تشكر
يا عم شعيب ..تسلم يا عم ..،، و شعيب يزداد نشوة و بشاشة أكثر و أطلق
مزيداً من المفرقعات ..،، و لم يكتفً شعيب بذلك ..بل قال للمصريين : عبد
الجليل كان يشجع الجزائر ..،، فعاتبوه : ليه كده يا عم جليل ..هيّ مصر
عملت فيك حاجة ..،،
انتهت معارك مصر و الجزائر أخيراً ...عساها آخر الأحزان ..،،
abo_watan@yahoo.com