شيء يجعل العقل يعيد النظر في كل المنطق السياسي ، ماذا يريد الشيخ حمزة منصور من الحكومة ، اثناء الاعداد للمشاركة بالانتخابات رفض المشاركة على قاعدة أن القانون الذي ستقوم عليه الانتخابات قانون عاجز عن تحقيق التمثيل الصحيح لكل فئات المجتمع الاردني وبنسب صحيحة ،وتمت الانتخابات وهم الان خارج قبة المجلس الذي تركوه لمن هب ودب من النواب الفاقدين لأي منظور أو خلفية سياسية يمكن على أساسها محاسبتهم إذا ما أخطئوا في حق الشعب ، ومع كل اللقاءات التي تمت بينهم وبين الحكومة وجلالة الملك ومحاولة جميع الاطراف لجعل هذا الجسم السياسي في الوطن أن يكون له حضور في الحياة السياسية المنظمة من خلال أطر قانونية ،كالمشاركة بالحكومة ، كل ذلك قال به الشيخ حمزة منصور كلمته المعهودة وهي ( لا )3 وهذه التكعيب قابلة للزيادة الى مكررات العشرة وأكثر ،حتى المظاهرات أو مسيرات يوم الجمعة تلاعب بها الشيخ كما يريد على قاعدة أن الخروج على الجماعة شيء مألوف وإعتيادي ، وأن ترك الباب ليس بمغلق أو مفتوح هو الخيار الأمثل لهذا الاتجاه السياسي لدى الشيخ الموقر ، أما الموقف الذي جعلني أكتب هذا المقال فهو التصريح الأخير للشيخ حمزة منصور ورفضة للدخول في لجنة الحوار الوطنية التي ستعيد دراسة العملية الاصلاحية وبالذات قانون الانتخابات وكعادته استطاع الشيخ حمزة منصور أن يجد لنفسهم مبررا وهو هنا يقول أنه لايجوز أن يكون لرئيس مجلس الاعيان أي علاقة بهذه اللجنة لأن ذلك يخالف مبدأ فصل السلطات وأن المطلوب هو تكليف ملكي وليس حكومي لإثبات عدم تغول السلطة التنفيذية على مجلس الأمة ، ولمن نسي فأن الملك قام بدعوة الشيخ ورجالاته على العشاء وحسب ما قيل أن هذه الدعوة في وقتها كانت تهدف الى أن تقوم حركة الاخوان بدورها في الانتخابات وان تخرج من عزلتها ، ورفضت هذه الدعوة ( ليس العشاء وانما ما تم على طاولة العشاء ) ،أي ان جلالة الملك استقبل كل هذا الرفض والتعنت بصدر رحب ومع ذلك بقيت كلمة الشيخ الوحيدة هي (لا ) ، وهنا دعوني أوجه سؤال للشيخ الفضيل وهو ماذا تريد يا شيخ ؟ ، وكيف تريدها ؟ وما هو شكلها ؟ وهل لها لون ، والهاء هنا تعود على البلد ، فقط المطلوب منك يا شيخ أن تجيب على هذه الاسئلة ، فأنا لايعنيني من الموضوع سوى شيء واحد وهو أن أعرف ماذا يريد الشيخ ؟ .