تقدم وفد أهل الحجاز إلى عمر بن عبد العزيز فتقدم غلام بين يديه : فقال عمر يا غلام ليتكلم من هو أسن منك فقال الغلام يا أمير المؤمنين أنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه ولو كان الأمر بسن لكان هاهنا من هو أحق منك بمجلسك هذا .
كلام الغلام عبارات جميلة وحية ومعبرة جعلت أمير المؤمنين يصغي إليه رغم صغر سنه وتلبية حاجته . وفصاحته ودقة تعبيره ومعرفته جمال الصياغة والبلاغة جعلت أهل الحجاز يقدموه على أنفسهم للحديث عنهم بين يدي أمير المؤمنين .
يعد الكلام الجميل أفضل شيء في أمجاملات.وهي التي لها الدور الكبير في زيادة عمق العلاقات ورصانتها بين الناس والمجتمعات . لهذا يحتاج الخطيب والداعية والمعلم والممثل للناس في الجموع يعتبروا من أولى الناس في الكلام والاعتماد على جمال الصياغة.
السعي وراء الجمال هو السعي وراء الخير. فهم أذا بحاجة إلى رصانة في اللغة والشعر والأدلة القرآنية والأحاديث ما يناسب موضوعاتهم مع زمانهم ومكانهم.
فهم يتصفون بمعرفة مواطن الجمال ويعلمون كيف ينظمون الألفاظ وانسجامها الصوتي وتكوينها العاطفي وأصباغها البلاغية وهو يتقن كيفية استخدام الصفات حتى تزيد لسانه حلاوة . والسؤال هو أين شباب اليوم من هذا السحر الحلال ؟.
إبراهيم القعير