الشيء الغريب في بلدنا الاردن الذي نحب أن الحكومات تعرف كيف تصطاد الرجال الاحرار من معاقلهم ، وتخرجهم بعد سنوات من النظال بالقلم والصوت والصورة للعامة رجال ما عادة الحرية تمثل لهم أكثر من منصب سياسي يقتات عليه في سنوات عجزه عن العمل ، فيعود هذا الحر الى السكينة والتقوقع مع نفسه بعد أن يفقد كل قاعدته الشعبية والجماهيرية ، ويصبح مغردا خارج سرب الحياة اليومية للمواطن ، ماالذي يجعل رجلا حرا يرضى بقيود السلطة ؟ ، وما الذي يجعل رجلا حرا يغرد خارج سرب المنطق والمعقول ؟ ، سؤال احاول الاجابة عليه في هذا المقال ولا أقصد هنا شخصا بعينه وانما حالات متعددة مرة وتمر بها حركة الاصلاح السياسي في الوطن ، ففي أقل من اسبوع تعدى أحد النواب على مفاهيم ديموقراطية كان ينادى بها بملىء شدقيه طوال سنوات ماضية ، بل انه يمتلك مركز متخصص بنشر مفهوم الثقافة الديموقراطية في الاردن مع تحفظي على الجهات التي تمول مثل هذه المراكز ، ولكن هذا الرجل الحر سابقا لم يعد يعنيه من كل هذه المبادىء سوى أنه يريد أن يكون صوتا أخر نشاز يخرج من بوق السلطة ومساندا لها ، وفي هذه الحالة فقط يستطيع أي شخص أني يقيس عليها الكثير من الرجال الاحرار بعد أن اغتالتهم السلطة ، وفي مثال أخر لأحد هؤلاء الرجال الاحرار الأخرين وهو ايضا رجل حر في قلمه سابقا ، فبعد أن اغتالته السلطة واصبح بوقا لها والقت به في قارعة الطريق كي يجد نفسه وحيدا أمام قلمه محاولا الخروج من سطوة السلطة عليه وعلى فكره ، وفي المثالين السابقين تجربة تستحق أن يستفاد منها لكل من تمنى أو رغب بأن تداعبه احلام السلطة والنفوذ ، ففي علم السياسة هناك مقولة دائمة التكرار وهي أنها لو دامت لغيرك ما وصلت لك ، والحري بالانسان الحر وبالتالي المواطن الحر أن يأخذ بعين الاعتبار مثل هذه القاعدة ، ومن هنا اجد أن في وجود مدونة السلوك ما بين الاعلام والسلطة ضرورة قوية لابد من التمسك بها للجسم الاعلامي في الاردن ، فهي الطريق الوحيد التي يمكن من خلالها للإعلامي أن يتمسك بحريته وبالتالي بدوره كسلطة رابعة يصعب التغول عليها أو النيل منها وخصوصا في أوقات لايجد المواطن سوى هذه السلطة كي تعبر عنه وتتحدث بلسانه بعيدا عن كل الشبهات التي تطغى على عمله ، وهنا لانريد أن نعطي أمثلة على ما مضى من حالات تم خلالها اعتيال رجال أحرار كان حجمهم يزيد عن حجم الوطن وكانت كلمتهم تقاس بالحرف وتسير من خلفها الشعوب ، وهم الان يمارسون اسلوب المناكفة للسلطة محاولين أن يؤكدوا ان قلمهم لا زال يفعل فعله في الشارع وهم في نفس الوقت نسوا أو تناسوا أن هناك جيل جديد جاء في الفترة التي كانوا بها مجرد ابواق للسلطة ومن الصعب على هذا الجيل أن ينسى فترة زمنية من عمره مارس بها هؤلاء الرجال كل نفوذ السلطة التي لديهم في ايهامهم أن البلاد بألف خير وانهم أي هؤلاء الشباب مجرد خارجين عن الاجماع العام للوطن ، وفي الختام اجد انه السعيد من إتعظ بغيره ؟؟