خالد قطاطشه - في ظل هذا الوباء القاتل الذي لا يعرف الرحمة نحن أحوج ما نكون إلى أدوات بناء لا معاول هدم ليبقى أردننا قلعة شموخ وتحدي وتصدي في جميع المحن والأزمات، ونعمل جميعا لنحارب الإشاعة ولنتصدى لها بكافة الأسلحة وأن نلتف حول قيادتنا الهاشمية الحكيمة والمُحكمة في إدارة جهود الأردن الفريدة للتصدي لفيروس الكورونا المستجد وما برز منها من متابعة حثيثة مستمرة من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله لأداء الحكومة والإجراءات الفعالة التي من شأنها التصدي لهذا الفايروس اللعين.
لنكون حكومة وشعبا على قدر كبير من المسؤولية في التعاطي مع هذه الأزمة دون زحام ونمارس وطنيتنا بروح الإيجابية فنحن جميعا في خندق الوطن ونذود عنه ان مسه أي مكروه لا سمح الله .
إن حكومتنا وعلى مختلف أجهزتها الرسمية تقوم على إدارة الأزمة وتداعياتها بكل اقتدار وشفافية وتقود دفة مركب الوطن نحو النجاة والسلامة وسط إجراءات عالية الجودة وهذا يتطلب منا جميعا أن نكون شراعا لمركب الوطن وان نلتزم بالتعليمات التي تصدر عن فريق إدارة الأزمات الذي يواصل الليل بالنهار ليتعافى الوطن ويمضي هذا الوباء ويصبح مجرد أطياف لا أثر لها .
أما الكوادر الطبية وأجهزتنا الأمنية وجيشنا العربي "حملة الشعار" هُم أبناءنا وأخوتنا يجوبون شوارعنا وطرقاتنا ليكونوا بيننا لتبقى صفارة الإنذار تنطلق بصوتها لتُخبرنا بأن سلامتنا وصحتنا هي الأغلى والأهم .. لتبقى سيارة الإسعاف تنقُل بأمان أُردنية أصابها المخاض لحالة ولادة .
هُم بيننا ليسير المُعلم إلى منصات التعليم عن بُعد ليبُث العلم والمعرفة لطلبتنا في بيوتهم..
هُم بيننا لتبقى عربة التسوق يمتطيها الأطفال بأمان وضحكاتهم تعلو ويفرح بهم المكان..
جاء جنودنا البواسل بفوتيكهم والشعار يزيين جباههم ليُخبرونا ويقولون إننا من جلدتكم مثلكم نحن يا أبناء الحراثين ، أرواحنا رخيصة بين أكُفنا إن داهم التعب أرض الوطن ..
في حضرة الوطن تنحني الحروف والكلمات يا سادة كما هي أشجار الزيتون وسنابل القمح كلما اكتنزت بالخير انحنت بتواضع نحو الأرض.. والخطاب هنا أبثه
إلى أصحاب رسالة الصحافة والإعلام ،
سلاما عليكم أيها المناضلون في عالم الكلمة..
لكل صحفي وإعلامي سخر قلمهُ من أجل الوطن ،
أنتم أيها الزملاء مدرسة التعبير المسئولة في التنوير الفكري والأقدر على حمل رسالة الصحافة المؤثرة وتأطيرها بالقيم الأخلاقية ففي ظل تنامي وسائل التواصل الإجتماعي وتنوع وسائل الإتصال تبقى الصحافة هي الإطار الأوسع والفاعل لما لها من قوة تأثير في التعبير.
إن الخطاب الإعلامي له أثر على الحالة العامة، ويجب أن يمارس دوره الوطني في البحث عن الحقيقة ورسمها وصياغتها ونقلها بمصداقية بعيدا عن التهويل من أجل تنوير وتماسك المجتمع.
لنُسخر أقلامنا للمصلحة الوطنية بمهنية الإعلام المُلتزم الغيور على مصلحة الوطن وتماسكه، لان أمانة المسؤولية في هذه المرحلة تستوجب منا التروي في نقل الخبر الصحفي ومراجعته وأخذه من مصدره الرسمي بعيدا عن العناوين المُثيرة والمُستفزة للحصول على لفت الانظار والسبق الصحفي الذي يخلو من المضمون في محتواه فأقلامنا أسلحة قاتلة ان لم نُجيد استخدامها..
إن سُمو الهدف ونُبل الغاية وعُمق التحدي هي غايتنا ورسالتنا في هذه المرحلة من خلال إعلامنا الهادف والمسؤول.
في الأزمات نفترش دفء الوطن وترابه ولا يوجد تراب أحن علينا حين نموت كَتراب الأردن..
سيتعافى الوطن بإذن الله وستعود شمسه تعانق وجوه الحصادين في مواسم الحصاد، وستبقى
ترويدتنا ونشيدنا الأغلى..
مَوطني مَوطني
الجلالُ والجمالُ والسَّنـاءُ والبهـاءُ في رُبـاك والحيــــــاةُ والنّجـــــــاةُ والهـناءُ والرّجاءُ في هـواك هل أراك سالماً مُنعّـماً وغانماً مُكرّماً هل أراك فـي عُلاك تبلغُ السّماك
مَوطني مَوطني