زاد الاردن الاخباري -
سهير جرادات - لا يختلف اثنان على الجهود التي يقوم بها الفريق الطبي ولجنة الأوبئة برئاسة الجنرال الدكتورسعد جابر، الذي يتمتع بالجدية في العمل ، والصرامة في الأداء لتربيته العسكرية فهو قبل أن يكون عسكريا، هو ابن الزعيم الركن فايز جابر من الرعيل الأول في قيادة الجيش ، وأمين عام لجنة القدس، تربى على الانضباط والالتزام والعطاء.
قاد الجنرال معركة مكافحة الفيروس دون أن يرعبنا،وطوع كل ما يمتلك من جهد في إرسال رسائل وفيديوهات توعوية، معتمداعلى حسه وقدرته على الإقناع بابتسامته وشفافيته وبساطته وعفويته ودماثة أخلاقه ، وأنا أجزم أنه يمتلك قدرات عالية ونظرة ثاقبة ولا يعتمد على الاستشارات الإعلامية التيتفتقدها جميع الكوادر الحكومية في الوقت الحالي.
لن أتحدث هنا ، عن جهود الجنرال ، سأتحدث عن المشهد الذي حمله، إضافة إلى الأعباء الملقاة على عاتقه على رأس فريق لمكافحة فيروس كورونا الخبيث ، بعد أن شهدت الساحة الأردنية في الأيام القليلة الماضية مشاهد تصدرت الحالة ، وتمثلت في الحديث عن "عرس إربد" ، الذي كان نتيجته عزل جميع محافظات المملكة عن عروس البلاد .
وكذلك ما ظهر من حالة " عتب " دارت بين الأوساط العامية والشعبية حول إجراءات حكومية تلقي اللوم على ما حصل من تراخ بتنفيذ إجراءات السلامة الصحية ، من خلال الطلب على استحياء من المواطنين المخالطين بالعرس التقدم لإجراء الفحص، والتراخي أيضا مع أبنائنا القادمين من الخارج والسماح لهم بالدخول وهم يحملون الهدايا والفيروس.
الأمر أوجد حالة من الإرباك ، تطور إلى ظهور حالة من" التنمر" على هذه المحافظة وأهلها ، وإطلاق النكات التي تمس محافظة قدمت التضحيات الكثيرة في سبيل الوطن،ومنها أول شهيد أردني روى بدمائه الزكية ثرى فلسطين المبارك ، وأنجبت "عرار، ووصفي" ، ورافقها حالة هياج في الشارع الأردني ، وسارعت العشائر الاربداوية الى إصدارالبيانات التي تستنكر حالة " التنمر" ،التي استهدفتهم بطريقة مؤذية ، حتى وصلت الأمور أن يطلب العريس من ملك البلاد ان يوقف هذا " التنمر "الذي تتعرض له عائلته وأنسبائه والمحافظة كلها خلال اتصال هاتفي أجراه الملك للاطمئنان على صحته .
التقطت الأجهزة الأمنية المختصة الرسالة عن حالة الوضع المشحون جراء مواجهة المواطن لفيروس مجهول وغير مرئي ، إضافة إلى الضغوط النفسية التي يعانيها المواطن جراءفرض حظر التجول والذي أيضا هو مجهول المدة ، وما يرافقه من حالة عدم الإدراك بالخطر الذي نواجهه .
وفي خطوة استباقية للزيارة الملكية لمحافظة إربد المصابة ، التي تحمل في مضامينها وقوف قائد الوطن وولي العهد وجميع أجهزة الدولة، مع أهالي المحافظة في محنتهم ، وتوفير الاحتياجات العلاجية والغذائية ، كان لا بد من تهدئة الوضع وتحويل الأنظارنحو قضية أخرى ، ونظرا للظروف المقلقة ومايرافقها من توتر كان لا بد من البحث عن مشهد لطيف وخفيف لتحويل الأنظار عن القضية الأساس ، وازالة الاحتقان.
وبعد دراسة الواقع ، وتحليل المخرجات ، تم افتعال ( مشهد ) لتهدئة الشارع الأردني وانشغاله وتحويل أنظاره عن المشهد الأصلي، وكان البطل لهذا المشهد الذي تم اختياره هوالجنرال من خلال نشر صورة له في شبابه ومع أفراد عائلته ، وإنتاج الفيديوهات البعيدة عن التوعية ، والتي أخذت منحى جديدا يتغنى بشخصية الجنرال ، والتغزل بها ، وانتشرت المنشورات التي نجحت في التغطية على " عرس اربد " .
وتمت بحمد الله الزيارة الملكية ، التي حملت رسائل تطمينية لأهالي محافظة إربد ، بظهور الملك وولي عهده دون ارتداء " الكمامات والقفازات " مما بعث في نفوس أهالي المحافظة الطمأنينة ، وهم الذين وصفهم جلالته ب " الأهل الغالين " ، إلى جانب مشاركة ولي العهد الأمير الحسين، القوات المسلحة الأردنية بتوزيع المساعدات العينية لأهالي المحافظة .
من المتعارف عليه ، أن العمر الافتراضي لأي مشهد سياسي يتراوح بين يومين إلى خمسة أيام كحد أقصى ، وعلى منفذ المشهد تحمل هذه الفترة ، لحين الاستعانة بمشهد جديد للتغطية على القضية الجديدة ، والتي تجلت ملامحها بقضية " عريس البحر الميت " الذي خرق تعليمات العزل الصحي بالقبل والعناق.
كان الله في عون الجنرال ، وعون عائلته ، ونرجو من الله أن يقع الاختيار على شخصية جديدة لحمل المشهد الجديد ، وذلك حفاظاعلى عرى العلاقات الزوجية للجنرال ..
Jaradat63@yahoo.com