حسان علي عبندة
خمسة عشر عاماً والجزيرة ماضية في حمل القلم الذي شُبه بالسيف وناظر المدفع، هذا القلم الذي كشف الآلاف من القضايا وعرى مئات السياسيين أصحاب الانجازات الكاذبة المارقة.
الصورة في عيوننا والصوت في آذاننا والضحايا تئن والمسئول يُكذب وينفي ويتهم بالتصعيد والمبالغة ويدفع بمفردات سياسية تافهة بال عليها الزمن ولم يعفي عنها.
في نيسان 2004 ناقش الرئيس الأمريكي الأسبق بوش خطة لقصف مقر الجزيرة لحليفه بلير، ومبرره في ذلك أنها كانت القناة الوحيدة التي نقلت مشاهد الضحايا المدنيين في الفلوجة لملايين المشاهدين في الشرق الأوسط والعالم.
الجزيرة بمهنيتها العالية وصحفييها المميزين عانت من ضيق الأفق المستقر في الكثير من العقول، فاتُهمت بإثارة الفتنة وتجيش المشاعر وتأجيج الاحتقان، والحقيقة أن القناة إنما تضع دائرة على مكان الألم العربي بكل جرأة لعلاجه.
بالله عليكم أن تجيبوا أنفسكم بصدق عن القناة البديلة التي يمكن أن نرى الأخبار من خلالها؟ تلفزيوننا المحلي وشريطه الإخباري المعاق، أم القناة التي تصدح صباح مساء بتمجيد الزعيم وبعد عقود تكتشف أنها لو اتبعت الحديث الشريف \"أحبب حبيبك هوناً ما ...\" لحفظت جزءاً من ماء وجهها.
\"هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية\" لحظة أن نرى الحرية والديمقراطية والأمان يسكن قلوبنا وليس الأمن، لحظة أن يتحول العرب من أكبر مصدر للأمراض والفقر والجوع والبطالة والتخلف والمهاجرين واللاجئين إلى خير أمة أخرجت للناس إلى العالم قبل الأول.
تحية لشهداء الثورات العربية المباركة وتحية لشهداء القلم والغربة.
Hassan_abanda@yahoo.com