الكاتب : فيصل تايه
إنني وأنا أتحدث عن هذا الموضوع ليعتريني الأمل في أن أجد من يستمع إلى طرحي ويسانده ..لذلك انطلقت من رؤى تستحق الاهتمام داعماً توجهي وجميع العاملين في قطاع التربية والتعليم بالضرورات الحتمية والملحة و الدافعية للعمل الجاد والمخلص .. لأني اعترف وبكل صراحة أن الأفكار التي احملها لها من الأهمية على المستوى الوطني .. ما يجعلها تصب في صالح الوطن والمواطن وتعني الشئ الكثير لجميع مكونات مجتمعنا الفتي .. بل واعتبر أن ذلك حلم كبير يشاركني به الكثيرين .. ولن أجد غضاضة في ذلك .. ما دام حلمي قد يصبح واقعاً ويجد من يتبناه ويدعمه.. وبلا شك فان هاجسي هو تحديث منظومتنا التعليمية وتجديدها بما يرنو إلى أعلى درجات التقدم والرفعة .. خاصة ونحن في قرن التحديات والمهارات والأحلام الكبيرة - القرن الواحد والعشرين -
إننا نطمح ونحلم في مشروع وطني تربوي نهضوي كبير يعزز التواصل بين مختلف أقطاب العملية التربوية .. مشروع تقني نوعي يعنى بقضايا التربية والتعليم ..وتعويض جوانب قصور بعض برامجها إن شخصت .. وتحديد مكامن الخلل في توجهاتها إن وجد .. في سعي دؤوب جاد للخروج من نمطية التعليم وإسقاط التلقين والكليشيهات والارتقاء نحو تبني مفاهيم وأفكار تربوية واجتماعية رائدة مواكبه لتقدم المجتمعات ومسايرة لتطويرِ مفاهيمِ العولمةِ بحيث تكون وحداتُ بنائها الإنسانية والثقافية مماثلة لوحداتِ بنائها السياسيةِ والاقتصادية عبر قنوات التوعية والتثقيفِ .. ولن يتحقق ذلك إلا عبر وسائلِ إعلاميه موجهه لها التأثير القوي على المدى القصير .. لتكون سلاحاً مضاداً لكل تناقضات المجتمع وسلبياته التي تطوقنا .. فهي القادرة على فضحِ كل ما يمس المجتمع .. وكذلك الوقوف بوجه تهافت الثقافاتِ الغريبة وشيوعها في مجتمعنا .. في توجه وطني جاد للحفاظ على هويتنا الوطنية والقومية .
إنني أدعو من له علاقة بهذا الشأن إلى تبني فكرة إنشاء قناة تربوية تعليمية جريئة متخصصة .. لتكون موجهه بشكل خاص إلى الشرائح العريضة في مجتمعنا ممن لهم علاقة بالتربية والتعليم خاصة طلبتنا الأعزاء بمختلف فئاتهم العمرية .. لتخاطبهم بلغتهم الخاصة التي تلامس وجدانهم وقلوبهم وتفكيرهم معتمدة في ذلك على إعلام تربوي موضوعي يحقق الأهداف المرجوة التي عمدت دولتنا الأردنية إلى وضعتها كمعايير تربوية خالصة في رؤاها الجادة نحو تربية معاصرة في عصر متجدد .. ونحو توجه جاد باتجاه بناء اقتصاد قائم على المعرفة.. لنصل إلى مـوارد بشرية قـادرة على الإدارة الفاعلــة وعلى الأداء الجـاد .. ليس في زيادة الإنتاجية فحسب بل السعي إلى الولوج نحو تهيئة الفرد الفاعل في مجمعه .. و إعداد قدرات تخدم الوطن والأمة بكل همه ومسؤولية .
إن أهمية إطلاق هذا المشروع التقني النوعي يكمن في نفض غبار الجهل والإسهام في إدارة عجلة التقدم والتنمية والتحديث في الوطن بإيجاب .. في حراك تربوي تقني مباشر لتكون منجزاً وطنيا رائدا تخاطب جيل المستقبل وتقدم مواد تربوية وتعليمية تفاعلية نوعية من واقع مناهجنا .. ومستمدة من قيمنا وحضارتنا ، ومعززة قيم الولاء للوطن . لتحدث نقلة نوعية غير مسبوقة في العمل التربوي .
إننا نتطلع في هذه الظروف التي تعصف بالمجتمعات العربية إلى الاهتمام بجيل الشباب باعتبارهم ربيع الوطن وسياجه الأمين ومستقبله المشرق من خلال تربيتهم وتوعيتهم وتوجيههم والاهتمام بهمومهم .. بل ويجب أن تتاح لنا إمكانية الإسهام الأمثل في بناء وتعميق روح الانتماء في نفوسهم ، وتنويرهم ورفع قدراتهم تربويا وتعليميا .
وما يدفعنا إلى التوجه الجاد نحو هذه الأفكار هي الآثار الناتجة عن تباعد التجمعات السكانية.. في ربوع الوطن الغالي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه والحاجة الماسة لروافد تربوية وتعليمية في ظل تدني مستوى بعض الزملاء الأكاديمي وغياب بعض الإدارة المدرسية الفاعلة . وبذلك نعمل على توفير بدائل قوية .. عالية الجودة والفاعلية لتغطية الحاجة أو النقص في بعض الكوادر التدريسية .. بالاستفادة من تقنيات البث التفاعلي .. مع العمل على تشجيع إنتاج ونشر المواد التعليمية وإيصالها للمتعلمين بطرق عدة .. إضافة إلى أرشفة وتوثيق المواد التعليمية لتسهيل إعادة استخدامها وتبادلها وخاصة في أقسام مصادر التعلم .. وبذلك تكون القناة التعليمية مؤسسة تربوية تمتلكها وزارة التربية والتعليم .. وتتكامل فيها الإمكانات والتجهيزات الفنية الحديثة .. والطاقات البشرية المبدعة .. والبرامج التربوية والتعليمية النوعية المتخصصة التي سيشهد لها المتخصصون والباحثون والخبراء بالجودة والتميز .. بحيث تعتمد في إعداد برامجها على كفاءات علمية مختارة بعناية فائقة .. وخبرات إبداعية إعلامية ذات خبرة جيدة.. والترحاب بكل كفاءة ترغب في تقديم الجديد والمفيد تربويا وتعليميا.
إضافة إلى البرنامج التربوية والتعليمية المتخصصة .. يجب العمل على تغطية اهتمامات الطلاب لتشمل جميع المراحل الأساسية والثانوية وكذلك تغطية البرامج الخاصة بالمعلمين والإدارات المدرسية والتعليمية وبرامج توعية الآباء والأمهات والباحثين وذوي الاحتياجات الخاصة ، وكافة المهتمين بالشأن التربوي والتعليمي .
يجب أن نتذكر باستمرار كفاءة النظام التعليمي الأردني القادر على وضع ضوابط تشريعية لتنظيم وضبط البث التعليمي للجهات الأكاديمية التابعة لوزارة التربية والتعليم .. لعرض صورة مشرقة تليق بالتعليم الأردني محلياً وإقليمياً وعالمياً.. وتسخير أفضل تقنيات البث التفاعلي الراقي لخدمة عملنا التربوي .
وفي النهاية مازلنا نتفاءل كثيرا بالخيرين في بلادنا ، وفي مقدمة الجميع قائد مسيرتنا مولاي صاحب الجلالة الهاشمية .. والذي لاشك سيدعم هذا التوجه ويقدمه هدية لأبنائه من طلاب وطالبات في مراحل التعليم المختلفة .
وفقنا الله والأسرة التربوية الأردنية لما فيه رفعة عملنا وبلوغ أهدافنا التربوية النبيلة
ودمتم سالمين
مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه
البريد الالكتروني : Fsltyh@yahoo.com