زاد الاردن الاخباري -
مهما بلغ الوباء ذروته، وتملك الخوف منا ومن أجسادنا، تظل العاطفة نحو الأب واحدة، لا تتزعزع، ولن يحركها حتى الفيروس، فهو السند، الداعم الأول والأخير، ونقطة الأمان لابنته، وطمآنته واجبة.
على مقاعد إحدى أتوبيسات النقل العام، المتجهة من منطقة مصر الجديدة، حتى رمسيس، في تمام الساعة 3 ونصف عصرًا، ظلت إحدى الفتيات، التي بدت مرتدية الكمامة الطبية، وقفازات اليد، خوفا من العدوى بفيروس كورونا المتفشي، تحاوط والدها من عنقه، وهو يجلس أمامها، وهي تقف على قدميها، وكأنها تنقل له جزء من مشاعر الأمان والاطمئنان في لحظات ضعفه مع التعب، تحاول مواساته، كأنها عكازه الوحيد، الذي يتكأ عليه.
لقطة رصدتها "هناء حبيب" بعدستها، تحت عنوان "تعبان وبتحاول تطمنه"، لتهز الصورة صفحات عدة، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مشيدين بها.
تسرد "هناء"، صاحبة اللقطة المتداولة، كواليس الصورة، قائلة: "الصورة كانت يوم 6 أبريل، الراجل والبنت ركبوا قدامي الأتوبيس، من محطة العباسية، وكان باين عليه أنه تعبان جدًا".
متابعة خلال حديثها: "في حد قام من مكانه عشان يقعده يرتاح، وطول المدة دي البنت، فضلت تحاول تسنده وتطبطب عليه، وتطمنه إنه هيكون بخير".
واستطردت مصورة اللقطة المتداولة كما نقلت عنها مجلة "هن": "محدش عارف ايه هو سبب تعبه، لكن كل اللي واقف كانت نظراتهم بين الاستغراب والتعاطف مع اللحظة".
ربما موقف عصيب أو خبر مؤثر، كان له التأثير الأول على المصورة، التي أدركت قيمة اللقطة، فسلطت عدستها لالتقاطها، قائلة: "كنت متأثرة بالسيدة اللي اتوفت في مستشفى النجيلة بمطروح بالأزمة القلبية، بعد إصابتها بكورونا، وأهلها مردوش يستلموا جثمانها، فكنت عاوزة أقول أن زي ما فيه قلة قليلة بالقلب ده، في كمان ناس بتسند وتطمن".