زاد الاردن الاخباري -
القراء الأعزاء...
ما أود طرحه هنا قد لا يكون مشكلة تستوجب حلاً بقدر ما هو تساؤل يؤرقني أرغب بسماع آراء الناس حوله والاستفادة ممن له قول في الموضوع. أطرق باب هذه الزاوية لما لمسته من وعي وإحساس من يشاركون بآرائهم هنا، فقد مرّ عام على قصتي ولم أشارك كائناً بها ولم أسمع رأياً يفيدني أو يريحني...
أنا امرأة في الثلاثين من عمري، متزوجة من ثماني سنوات من رجل يكبرني بعشرة أعوام. عشنا قصة حب قبل الزواج، كانت بريئة وعن بعد، فعائلتينا بينهما نسب وكنا نرى بعضنا في المناسبات والأعياد وكل منا متيقن بأن الآخر يريده. تم النصيب وبدأت حياتنا بأجمل ما يكون: صحة وحب واتفاق وأولاد وحتى المال الكثير وكل ما يتمناه الإنسان في الدنيا، عشنا سنوات من السعادة ما حلمنا بها يوماً، حتى أنني كنت أخجل من الحديث عن حياتي أمام أخواتي أو صديقاتي وهو كذلك أمام أصدقائه لأن الهموم ملأت حياة الجميع بينما نحن في سعادة لا توصف من جميع النواحي.
ظننت أن الحياة رائعة وأن ما يقوله الناس عن غدر الحياة والبشر لا ينطبق على حياتي، حتى اكتشفت في بداية الصيف الماضي أنه يخونني في علاقة مع فتاة تعرف عليها أثناء سفره. كانا يلتقيان في شقة تملكها هي وأنا بعلمي أنه في اجتماع عمل. عرفني عليها ضمن مجموعة من الأصدقاء ودخلت بيتي كصديقة لي أكثر من مرة. استمرا على هذه الحال لستة أشهر وانتهت العلاقة عندما اكتشفتها بصدفة غريبة. لا أجد الكلمات للتعبير عن صدمتي وانكساري لحظة المواجهة، واجهته واعترف بكل التفاصيل وبكى وندم واعتذر. كان أمامي خياران: إما الطلاق أو البقاء، فاخترت الاستمرار معه لا بسبب حبي له ولا خوفاً من نظرة المجتمع للمطلقة بل وبكل صراحة كان السبب الوحيد لبقائي حينها هو رغبتي في أن يعيش أطفالي حياة طبيعية مع أم وأب تحت سقف واحد. مرت أيام لم أذق فيها النوم ولا الطعام وبكيت لوحدي أحياناً وعلى صدره أحياناً أخرى... لم أخبر حتى والدتي بما أمر به حفاظاً على صورته كزوج وأب وادّعيت المرض والإرهاق أمام الجميع لتفسير نحولي واكتئابي.. ثم بسرعة لم أتوقعها انفتح قلبي له مرة أخرى ووجدت نفسي قادرة على مسامحته، وفي خلال أسابيع عادت الأمور إلى السابق وكأن شيئاً لم يكن، عادت لي صحتي وعدنا كزوجين متحابين في علاقة كاملة أمام المجتمع وفي المنزل. أحياناً أتهم نفسي بالغباء والضعف لمسامحته سريعاً ثم أذكر نفسي بمعدنه الطيب وأن بني آدم قد يخطئ فيتوب، أفكر أحياناً أنني أخطأت عندما كان ثمن كرامتي بعض الدموع لا أكثر ثم أرى منه حناناً وطيبة فألوم نفسي وأشعر بأنه أطيب رجل في العالم برغم ما فعل ويستحق المسامحة والحب.
صدقاُ لا أندم على بقائي معه فقصة الخيانة انتهت فعلاً كأنها لم تكن، بل أنها زادته تعلقاً بي وخوفاً على مشاعري ولم نعد نذكر تلك التجربة نهائياً... إلا أن ما يؤرقني اليوم هو تساؤلات عن سبب ما جرى ومخاوف من المستقبل. أسئلة كثيرة: هل صحيح أن الرجل الذي يخون مرة يخون ألف مرة؟ أم الصحيح هو أن هناك نزوة في حياة كل رجل مهما كان على خلق؟ هل أنا مخطئة في إعطاء زوجي الثقة الكاملة وتصديق وعوده بالإخلاص حتى الممات أم أنه من الممكن فعلاً أن يخطئ الرجل ثم يعود مخلصاً للأبد؟ والسؤال الأهم والذي يقتلني نهاراً وليلاً هو لماذا؟؟؟ لماذا خانني؟ لماذا يخون الرجل؟ بحسب قوله فإن الفتاة كانت "رخيصة" والشيطان "لعب بعقله" وهي غلطة لن يعيدها. لكن هذه الإجابة لا تقنعني لأن علم النفس والاجتماع يقول بأن هناك عوامل معينة تؤدي بالإنسان للخيانة. قرأت الكثير عن الموضوع وكل ما قرأته لا ينطبق على حالتنا فهو باعترافه يعامل معاملة الملوك وجميع رغباته مشبعة وطلباته مستجابة، وأنا على قدر من الجمال أعتني بكل تفاصيل مظهري ومظهر بيتي بطريقة تفوق المعتاد، لست نكدة بطبعي وقلما أجادله وإن حصل فيكون في حدود المنطق وبهدوء واحترام، نعيش في تفاهم واتفاق ونضجك مع بعضنا كثيراً لكنني لا أنسى أنه رجل شرقي فأحفظ هيبته فيما بيننا وأمام الناس. كل أمور حياتنا مسهلة وناجحة والحمدلله، أما الفتاة التي خانني معها فهي أقل مني في مستوى الجمال والتعليم والشخصية واختياره لها بالذات من أكثر ما يحيرني... راجعت نفسي كثيراً وسألته إن كان قد بدر مني تقصير دفعه للخيانة فجن جنونه ورفض مجرد فكرة أن أكون قد قصرت معه في شيء وأقسم أنه لا يعلم لماذا خان بل أنه لم يسمع عن زوجة مثلي حتى في القصص والروايات. فلماذا خانني إذا كان ما يقوله صحيحاً؟؟؟ ما الذي يدفع الرجل للخيانة برغم سعادته في منزله؟؟؟ هل أنا غافلة عن شيء يدور في ذهن الرجل فقط ولا تدركه المرأة؟