زاد الاردن الاخباري -
هدد معلمو وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بتنفيذ "إجراءات تصعيدية إذا لم تتراجع الإدارة عن إقحام ما يسمى المحرقة اليهودية "الهولوكست" في سياق مناهجها"، معلنين "مقاطعة تدريسها والمطالبة بمادة عن القضية الفلسطينية".
ومنح المعلمون "إدارة الوكالة مهلة حتى نهاية الأسبوع الحالي لتوضيح موقفها من هذا المطلب"، مشكلين ما يشبه "هيئة رقابة تدريسية لمتابعة مدى التزام الهيئة المدرسية، وبخاصة المعلمين، بالمقاطعة، والتواصل مع أهالي الطلبة بهذا الخصوص".
وكشف معلمون لـ"الغد" عن "طردهم لوفد تدريبي أميركي من مدارس الأونروا مؤخرا، وذلك بعدما تبين لهم قيامه بتدريس الطلبة مادة "الهولوكست"، ومحاولة إقناعهم بجدوى التسامح والتنازل عن الحقوق لإحلال السلام، وقبول الأمر الواقع ببقاء اللاجئين حيث يتواجدون، بما يعني التوطين.
يأتي ذلك في وقت رفض فيه "مديرو مدارس ضغوط إدارة الوكالة لتسريب مادة "الهولوكست" في سياق ما تصنفه بمواد إثرائية إضافية تتعلق "بتعليم وتعلم مفاهيم حقوق الإنسان والتسامح والتواصل اللاعنفي وحل النزاعات"، الذي أدخلته ضمن مناهجها كجزء حيوي من البرنامج التعليمي للوكالة، بتمويل ألماني".
وبدورها، شددت اللجنة التنفيذية لمعلمي وكالة الغوث في الأردن على "عدم سماحها بتدريس مادة "الهلوكوست" في مدارس الأونروا، باعتباره موقفا منسجما مع قرار مؤتمر اتحاد العاملين العرب، مطالبة "إدارة الوكالة بتدريس مادة خاصة عن القضية الفلسطينية، وخصوصا حق العودة للاجئين".
وقالت في بيان أصدرته أمس إن "تدريس طلبة الأونروا ما يسمى الهولوكست من باب حقوق الإنسان يشكل إساءة للقضية الفلسطينية، وتجهيلا للطلبة وتغييرا لمفاهيمهم نحو عدوهم الرئيسي وهو الاحتلال الإسرائيلي".
كما يشكل، بحسب اللجنة، "تبريرا لما ارتكبه الاحتلال من مجازر بشعة بحق الشعب الفلسطيني على مدار ستة عقود ونيف".
وأوضحت بأنها "تعطي الإدارة مهلة حتى نهاية الأسبوع الحالي لتقديم توضيحات وإجابات عن مضمون هذا المطلب، إضافة إلى جملة مطالب أخرى حيوية، وبعد ذلك ستضطر للقيام بالإجراءات التصعيدية المناسبة للدفاع عن حقوق عامليها والدفاع عن قضايا اللاجئين، باعتبارها ولدت من رحم المعاناة التي عاشها اللاجئون في المخيمات والشتات".
من جانبه، لم يستبعد رئيس لجنة المعلمين في الأونروا سابقا كاظم عايش "ضغطا غربيا صهيونيا لفرض مادة الهولوكست في سياق مناهج الوكالة لتبرير جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، وكسر الحاجز النفسي أمام تقبل الكيان المحتل، بالترويج لرواية صهيونية مزعومة بالعذابات والضحايا، لسنا معنيين أو ملزمين بها".
وقال لـ"الغد" إن "موقف المعلمين ثابت من مقاطعة تدريس "الهولوكست"، ولا يستطيع أحد فرضه عليهم، ولكن إذا أصرت الوكالة على تدريسها فستكون النتيجة عكسية وستتخذ إجراءات تصعيدية".
بينما شهد المدير والمعلم السابق في مدارس الأونروا لمدة 40 سنة فتحي اسبيتان "محاولات الوكالة التدريجية لتغيير مواقف الطلبة من حق العودة، وذلك باستضافة وفود تعليمية إسرائيلية تحمل جنسيات مختلفة لإلقاء محاضرات عن التطبيع والتوطين".
وأردف اسبيتان، وهو عضو في اللجنة العليا للدفاع عن حق العودة/ الأردن، "لقد وصل الأمر بتلك الوفود حد التدخل في عملنا، بطلب رفع الصور واللوحات التي تتحدث عن النكبة وجرائم الاحتلال عن جدران المدارس، بحجة درء مسببات العنف".
ولكن "مديري ومعلمي المدارس لم يستجيبوا للمطلب، مقررين مضاعفة عددها وتكبير أحجامها وتوزيعها في أماكن مختلفة، ما تسبب في حدوث إشكاليات مع إدارة الوكالة".
وأشار إلى أن "إدارة الوكالة تحاول تمرير تلك القضايا من خلال الضغط على مسؤولين وأصحاب مراكز وظيفية لديها، فضلاً عن تنظيم زيارات للطلبة إلى دول غربية وإقامة معسكرات طلابية مختلطة من اللاجئين الفلسطينيين ومن الإسرائيليين، وتدريس مفاهيم التسامح وقبول الآخر "الإسرائيلي" والإقرار بحقوقه".
بينما وجدت المديرة السابقة لإحدى مدارس الوكالة فتحية ناجي أن الرد الأمثل يكون "بتكثيف مساحة الاحتفاء بالمناسبات الوطنية الفلسطينية، والتركيز على مفاهيم حقوق الإنسان وحرية التعبير والرأي، من دون السماح بأي تدخلات".
ويشار إلى أن إدارة الوكالة تؤكد "التزامها بمناهج الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين، ولكنها قدمت مواد إغنائية وإضافية تتعلق بحقوق الإنسان، حيث تقدم تجربة "الهولوكست" والتعايش السلمي وتقبل الآخر والإقرار بحقوقه ضمن سياق تلك المواد".
الغد