رمضان الرواشدة - تابعت خلال الايام الاخيرة ما كتبته وسائل إعلام لبنانية وتونسية والمانية وما بثته قنوات تلفزيونية مهمة مثل السي ان ان وغيرها عن التجربة الفريدة التي يخوضها الاردن ضد تفشي فيروس كورونا الذي أنهك العالم منذ ظهوره قبل اشهر في الصين وحتى الآن.
الحقيقة ،ان ما ينشر في الخارج ،وكذلك في الاردن، عن التجربة الاردنية المميزة في معركتنا ضد الفيروس وهذا الوباء جدير بالاهتمام من كل الناس والعالم لأننا في الاردن طبقنا بروتوكولات صحية سليمة الاجراء واتخذنا قرارات صائبة للحد من هذا الوباء ولذلك جاءت الحالات اليومية في الاردن في اقل نسبة لها في العالم .
وقد قامت دول كبرى بمراجعة اجراءاتها التي طبقتها في محاربة الفيروس وبعد ان كانت بريطانيا وامريكا تنادي بسياسة "مناعة القطيع" هاهم اليوم يعودون من جديد ، وبعد تفشي الوباء في هاتين الدولتين ،الى تطبيق سياسة الحجر المنزلي والصحي التي طبقناها في الاردن.
في هذا الوقت المفصلي بالذات يأتي خطاب جلالة الملك الذي اطل على الاردنيين بلغة شفيفة وخطاب عاطفي مشبع بالمشاعر الجيّاشة جعلتنا جميعا نفخر بأننا اردنيون ، خاصة عندما خاطب الملك الاردنيين بانكم كبار في تحديكم للصعاب وان معدن الأردني الأصيل يظهر في الازمات والمحن والشدائد.
لقد جاء الخطاب المتلفز فاصلة فارقة في تاريخ خطابات الملك الموجهة للشعب لأنه تحدث بعفوية وتلقائية ومباشرة موجها حديثا فريدا للاردنيين . ولمن رصد ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الروافع الاعلامية فإن هذه الردود جاءت معبرة عن الفخر والامتنان بأننا نعيش في بلد يقوده ملك مثل الملك عبدالله الثاني وامتزجت احاديث الفخر بافراح الاردنيين ولولا الحظر المفروض لخرج الاردنيون عن بكرة ابيهم الى الشوارع ليهتفوا عاش الاردن عاش الملك.
إن ما يحدث هذه الايام من قيام الحكومة، بتوجيهات من الملك، باجراءات شديدة لحماية المواطنيين ، والمقيمين على الأرض الأردنية، جعلتنا قدوة في نظر كثير من الشعوب. واذا كان نزول الجيوش مقرونا بقمع الشعوب في الدول العربية والعالم الثالث ،فها هو الجيش العربي الاردني ينزل الى الشارع لحماية ارواح المدنيين ،ويستقبله الاردنيون واطفالهم برش الورود على رؤوس العسكر ويقابلونه بالفرح والمحبة في صورة لا أبهى ولا احسن من ذلك، فهذا هو جيش الشعب حيث لا تجد عائلة في الاردن الا واحد افرادها او اكثر منتسبون للجيش والأجهزة الأمنية الرديفة . كما لا تخلو عائلة او عشيرة اردنية الا وفيها شهيد سقط دفاعا عن الاردن وفلسطين والحق العربي والانسانية جمعاء.
الاردنيون اليوم غير والاردنيون غدا سيكونوا اكثر فخرا بانهم ابناء هذا البلد الطيب الذي يفيء اليه المحتاجون والهاربون بأرواحهم وأبنائهم وأموالهم من بطش حكوماتهم وجيوشهم ،، والاردنيون لا يمنّون على احد بل يستقبلونهم بمحبة واخوة عربية طالما كانت مضربا للامثال.
اليوم وغدا يحق لنا ان نفخر لأننا اردنيون ، والمستقبل لنا وقادرون على عبور اي تحد بمشيئة الله لأن هذا الشعب معدنه اصيل.