لابد وان نقرأ ما يجري حولنا فبقائنا دون قراءة يعني الرسوب مهما امتلكنا من ذكاء ودهاء (وحتى مع توفر من يغششنا). وبعجالة أحاول قراءة المشهد بحسب رأيي المتواضع, خاصة وإنني وبدون تشاؤم أرى أن الوقت الفاصل بيننا وبين امتحاننا بدأ يضيق ويقصر لذلك علينا تحسين أسلوب القراءة وتحسين آلياتها. الخص أهم الدروس بالنقاط التالية:
أولا- دوليا :-
1- ساسة أمريكا أعداء الشعوب وأعداء تحررهم و لا يراعون إلا مصالحهم ومصالح الصهاينة .
2- أصدقاء أمريكا فاسدون مفسدون وكأن هذه الصفة متلازمة لنيل رضا أمريكا.
3- ساسة أمريكا والغرب لا يحفظون الصداقة ويتخلون عن رجالهم في أحلك ساعاتهم.
4- في أمريكا والغرب يتوفر العدل والحرية ولم نرى نظاما عربيا واحدا من أصدقاء أمريكا
عادلا أو يعطي الحرية لشعبة, وأن أعطاها تكون مشوهة مزيفة.
ثانيا- عربيا :-
1- جميع أنظمتنا العربية وراثية, الحاكم فيها على كرسيه إلى الممات ومن بعدة وريثة.
2- جميع حكامنا جاؤوا بغير طريق الشعب.
3- يعتمد حكامنا في إدارة بلدانهم على عائلات محددة و المناصب فيها متوارثة.
4- حكامنا أثرياء وثرائهم فاحش.
5- لا يملك حكامنا من أمرهم شيء, فهم إما بيد أمريكا فيكرههم الشعب أو أن بعضهم يحاول
الإفلات من دائرتها فتكيد لهم أمريكا.
6- حكامنا يكيدون لبعضهم ويتسابقون على خطب ود أمريكا.
7- يعتمد حكامنا على القوة والبطش في إسكات الشعب.
8- يستخدم حكامنا أسلوب التلهية وشراء الذمم والاستزلام لتمتين عروشهم.
9- يعتمد حكامنا على حزب يساند أجهزتهم الأمنية في تكبيل إرادة الشعب, ومن ليس لديه حزب
يصنع مقاربة مع المتوفر منها و يعتمد على خطاب يوفر له خطباء وإمكانات.
ثالثا- مما ذكر لابد من القول أن ما حصل في تونس و مصر وليبيا واليمن وغيرها ليس ببعيد عن أي نضام عربي.
رابعا- محليا :-
1- نظامنا السياسي, وان انخفضت درجة بطشه, ينطبق عليه توصيف الأنظمة العربية في ثالثا .
2- بدأت معالجة نظامنا للازمة وتأثيرات المحيط علينا بداية مترنحة غير جادة, وتأكد خلال الأيام الماضية من خلال ما اتخذ من حزمة لقرارات غير سليمة بأنه غير جاد في الإصلاح.
3- تأكد أن الفساد في بلدنا مؤسسة موازية للنظام وهو غير جاد في تنقية نفسه منها.
4- ارتفع سقف الحديث والانتقاد فتجاوز الحكومة إلى مؤسسة العرش, وهذا إنذار مبكر للنظام للتعجيل الجاد بالإصلاح وبدون التفاف فالناس اليوم أوعى وأكثر إصرارا من أي وقت مضى.
5- أساء نظامنا التصرف عندما اعتمد أسلوب التفتيت وصناعة الجزر المتباعدة غير المترابطة في ارض يابسة جافة يصعب إدامة هكذا زراعة فيها, وهو الآن يعول على ما زرع لكنه لا يعي أن ثمار ما زرع ذات طعم مر.
6- أتمنى على نظامنا وأدواته أن يعي حجم المأزق وان يتخذ خطوات جادة في الإصلاح وان لا يركن إلى التطمينات وزائف التحليل وان لا يقود البلد إلى الاختناق الذي لا تحمد عقباه.
أ.د. عبدالله الرواشدة
drabdullah63@gmail.com