بكل بساطة عندما نتحدث عن ما يجري في البلد نتيجة كورونا ؛ نجده لايخرج عن أن القانون أصبح يطبق بقوته الذاتية وبالتساوي بين كافة مكونات المجتمع ،إذا شكراً كورونا ؛ بفضلك وجدنا أنفسنا نعلم أن هناك حكومة لا تكذب ، وأن هناك مسؤول يتم التخلص منه لأنه لم يستطع إدارة مسؤلياته في زمن كورونا ، وأن هناك الكثير من الهدر في المال العام من منطلق بدلات ومياومات وتنقلات ورواتب ثالث عشر ورابع عشر وخامس عشر وسادس عشر ، وأن هناك رواتب تدفع فقط من أجل أشخاص دائما كنا نقول عنهم أنهم أبناء الحكومات المتعاقبة وليسوا أبناء الوطن ، وأن هناك رجال دولة تعرفوا أخيرا على مفاصل الحياة في الوطن ، وأن الحكومة أصبحت تعرف أن هناك عمال مياومة يأكلون بعرق جبينهم يوما بيوم ، وأن هناك من لايزال يحاول أن يقفز فوق ظهر الوطن من أبواب عدة كالعشائرية والمناطقية والمحسوبية ، وأن هناك مؤسسات أرهقت ميزانية الدولة منذ سنوات دون الحاجة لها في زمن الإنترنت والإعلام الرقمي ، وأن هناك مؤسسات تحولت مع الزمن إلى جمعيات خيرية وصناديق معونة وطنية ، وجاء الوقت للتخلص منها .
وهناك الكثير من الحسنات التي تجعلنا نتقدم من الكورونا بالشكر الجزيل ، ورغم اناوباء إلا أن الحياة علمتنا أن ما بعد الضيق إلا الفرج ، ونحن كشعب أردني نقول أنه ما بعد كورونا إلا وطن شفاف ، ومسؤل يسئل ، ومحاسبة للذات الأردنية عن كل ما أضعناه ونحن نبحث عن مفهوم الدولة ، وهو موجود بين صفحات القانون ، ولكن هناك من فضل إغلاقها والإكتفاء بتطبيقها عندما يجد له مصحلة ذاتية .