رمضان الرواشدة - خطوة مهمة اتخذتها الحكومة، بتوجيهات من جلالة الملك، تقضي بإعادة ابنائنا الطلبة والمواطنين الذين تقطعت بهم السبل في دول عربية واجنبية وذلك ضمن برنامج اعلن عنه وزير الخارجية في مؤتمره الصحفي قبل ايام . والحقيقة ان الآف العائلات كانت تطالب ،ومنذ بداية الحظر المفروض قبل اكثر من شهر ، والسماح باعادة اكثر من خمسة الآف مواطن ، باعادة الأبناء الذين يدروسون في الخارج خاصة في دول عربية واجنبية تفشى فيها فيروس كورونا بشكل كبير وقد استجاب الملك لنداء الاردنيين.
الخطوة التي اتخذتها الحكومة تأتي في سياق اجراءات عديدة اتخذتها لسلامة المواطنيين الاردنيين منذ بداية ازمة كورونا وهي تصب في الحرص الذي توليه لشريحة مهمة من ابناء الاردن.
وفي الخطة فسيكون الاولوية للطالبات الاناث ثم للطلبة الذكور ومن ثم لمن تقطعت بهم السبل في مطارات الترانزيت او دول اخرى كانوا في زيارة لها قبل الازمة ،واعتقدوا ان الازمة ستمتد الى اسبوعين او ثلاثة، وفضلوا البقاء في الخارج على العودة والحجز الصحي ،وهاهم يكتشفون ان الامور ستطول ولا بد من عودتهم حتى لو كان الحجر هذه المرة 17 يوما، كما اعلنت وزارة الصحة، يليها حجر منزلي لمدة 14 يوما.
والاسئلة التي طرحت خلال الايام الماضية تتركز حول امرين اساسيين الاول ان تكلفة فنادق البحر الميت حيث سيكون الحجر والبالغة 70 دينار( 100 دولار امريكي) هي كلفة عالية خاصة ان الفنادق لا تعمل حاليا ،مع توقف السياحة بشكل تام ،وان هناك فنادق في دول قريبة لا تزيد كلفتها عن 50 دولارا لليلة الواحدة. وثاني التساؤلات يدور حول طبيعة الخيم واماكن الحجز العامة التي تبلغ كلفتها 15 دينارا لليلة الواحدة واين ستكون وماهية طبيعتها والخدمات التي ستقدم فيها من ماء وطعام وغيرها من مستلزمات انسانية.
وهناك تساؤلات اخرى تتعلق بمسألة الفحوصات الطبية للعائدين خاصة من مناطق تفشى فيها الفيروس وهل ستكون صارمة وحدية ام ستظهر لنا مع الوقت عشرات بل مئات الحالات من المصابين بالفيروس ،وبالتالي يعيق الاجراءات الحكومية للعودة الى الحياة الطبيعية بعد نهاية الشهر .
وغاب عن ذهن الوزير ايضا ان هناك العشرات ممن تقطعت بهم السبل في بعض المراكز الحدودية وخاصة العائلات الموجودة على الحدود السعودية الاردنية وهل سيسمح لهم بالدخول واتباع نفس الاجراءات التي ستخص الطلبة .
القرار لا بد منه، وما تم اتخاذه حتى الآن جيد جدا ،والناس مرتاحة لمثل هذا القرار لانهم خائفون على اولادهم خارج الاردن ووجودهم في الاردن حتى ولو في الحجر الصحي مطمئن لهم وبالتالي ستنقضي فترة الحجر ويعودوا الى اهاليهم الى ان تتضح الرؤية خارج الاردن بالنسبة لهذا الوباء ليعودوا بعدها الى استكمال دراستهم واعمالهم.
من يتابع وسائل الإعلام المختلفة وصفحات الجروبات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي يدرك ان هذه الاسئلة المشروعة مطروحة بقوة مع تأكيد مهم وهو ان الناس مبسوطون على مثل هذا القرار.